pregnancy

هل يمكن اقامه دوله علمانيه ديمقراطيه في البلدان العربيه عامه و سوريا خاصه ..














هل يمكن اقامه دوله علمانيه ديمقراطيه في البلدان العربيه عامه و سوريا خاصه ؟
.......................................................................................

اعتقد ان الجواب سيكون بالنفي الى حين قد يطول او يقصر  لان الديمقراطيه والعلمانيه منتج غربي حداثي لا يمكن فصله واستجلابه وحيدا الا بعمليه جراحيه غالبا ما تكون فاشله براي وائل السواح لاقامة هذه الدوله لا بد ان يكون هناك مجتمع مدني من فضاء مستقل ونقابات حرة وهيئات مجتمع مدني فاعله واحزاب وازنة مؤمنه بالتعدديه و تداول السلطه وثقافية شعبية ليبرالية متجذرة كقيم الحرية والعدالة وحريه التعبير وكل ما ذكرناه انفا  ليس له وجود في المجتمعات العربيه نحن لدينا مجتمع اهلي وليس مجتمع مدني برأي جورج طرابيشي و بعض المفكرين .. نحن ورثة ثقافة استبدادية واستعمارية وبالتالي موروث متخلف استبعد منه اي رابط حضاري بالعالم المعاصر وما قام من ديمقراطيه برلمانيه بعد الاستقلال هي ديمقراطيه اجرائيه حسب تعبير الدكتور عادل الضاهر وديمقراطيه صندوق الاقتراع وليس صندوق العقل و كان بالامكان لهذه التجربه ان تتجذر في مجتمعنا ممارسه و ثقافه ولكن استطاع حزب البعث الحاكم القضاء على هذه التجربه الجنينيه والقضاء البرجوازيه البرعمية بحجه انها امتداد للاقطاع وعميلة للغرب الاستعماري التي هي حامل لأي تغيير .. وكما يفعل الاصوليون الذين يعتبرون كل ما هو خارج فضاء الدين كفر اعتبر حزب البعث كل معارض لايدلوجيته خائن .. وما نرى في سوريا من حطام احزاب يساريه ويمينية يشهد على ذلك و بعض الاحزاب الورقيه والخشبيه التابعه لصاحبها حزب البعث ما يحدث في سوريا الان استدل عليه معرفيا جورج طرابيشي في كتابه هرطقات في الحداثة والديمقراطيه والممانعة العربية 2009 قال (( بغياب البرجوازيه ستقوم انتفاضات شعبيه ضد الدكتاتوريات الحاكمة محتومة بمد اصولي مدعوم بالبترودولار)) ولذلك لما قام الحراك الشعبي السلمي في سوريا مطالبا بالتغيير والتحديث لم يجد الحامل المجتمعي له و استغلت الفراغ الاصوليه الاسلاميه محمله باجندات خارجيه مدعومه بالبترودولار وضاعت مطالب الشعب في سراديب التكفيريين والظلاميين واصبح الشعب خارج المعادله يضاف الى ذلك عجز النخب الثقافيه في اداء دورها الحضاري في تبيئة الثقافه الحديثه كالعلمانيه والديمقراطيه التي هي اعمدة النهضه الغربيه .. يجب ان نبني الاسس المجتمعية بهذه المفاهيم  الحداثية عن طريق قراءه جديده لموروثنا  الحضاري الذي ليس الدين هو العامل الوحيد فيه وانما هو غطاء لطبقات من الحضاره الانسانيه على هذه الارض وهناك مفردات لهذه المفاهيم الحداثية متداوله لدى شعبنا كالعداله والحريه وحق التعبير .. يجب البناء عليها يضاف اليها القيم الاخلاقيه والمعرفيه الموجوده قبل مجيء الاسلام ليكون موروثنا حافزا لنا في مواكبة الركب الحضاري .


أ.مروان وردة
شكرا لتعليقك