نفقُ الحطام
.......................................................................................
... وكانَ الليلُ
يخمشُ أهدابَ النّومِ
ويمنعني
من التّسلّلِ إلى رقادي
الأرضُ تقفزُ بي
إلى طرقاتٍ لاهبةٍ
تكتظُّ بالصهيلِ
أمشي فوقَ ضحكةِ الحُلُمِ
أحملُ في خطواتي
أجنحةَ العشقِ الأخيرِ
وأصبو إلى مرتفعاتِ الرّيحِ
لِأكتبَ قصيدتي
على دفترِ النّدى الأبيضِ
وَأُسْمِعُ آهاتِ دمي للشّوقِ
عساني أقطُفُ نسمةً
من أغصانِ المدى
وأضمّدُ هَسِيْسَ الضُّحى
أتسلَّقُ لوعتي
وأَُمسكُ بحفيفِ الذّكرياتِ
وتحاورُ الهاويةُ سقوطي
تقولُ :
- علامَ تهربُ من حضني
وأنتَ مطرُ ضلوعي ؟!
وأنا أهربُ من ظِلّي
المتربّصِ بنهوضي
ليدفعني تحتَ عجلاتِ الغيابِ
أمضي إلى دمعتي النّاهدةِ
لأسقيَ جبالَ الجنونِ
ففي صرختي بُحَّةُ الموتِ
يتأجَّجُ الخرابُ في دمي
تَسْتَعِرُ نهايةُ الجدوى
ويمتدُّ أمامي نفقُ الحُطامِ
وفي آخرِ الظّلمةِ
تَتَبَيَّنُ لي أجنحـةُ البـلادِ .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء