سلمية ) مائة عام من العزلة (
.......................................................................................
حدثني والدي الثمانيني ) بأنهم كانوا يرتادون الحمّام الأثري الروماني للإستحمام منذ عشرات السنين ..(
فماذا حدث خلالها ليغلق أبوابه و يصبح تحت مستوى أرض المدينة .. من الذي عمل أو لم يعمل مما أدى إلى اندثار تاريخ المنطقة تحت أمتار من الإسفلت و تشويه حاضرها أثرياً و حضرياً و تضليل مستقبلها هل هي السياسة أم الفساد و العقم الإداري أم التخلف الإجتماعي !
هل من الطبيعي التظلل بفعالية مجتمعية تقليدية كغيرها تقام في الحمّام الأثري كان الأجدى كتوافق زمني أن تقام منذ مائة عام بحسب موجوداتها من بساطة و مواهب يدوية حسنة النية من القش و الصوف و مزج الألوان و الكلمات تحت شعار ضبابي سرابي مستدام عنوانه .. التراث !!
هل نعي حقا ماذا حدث في العالم في المائة عام الأخيرة أم هو قدرنا الهروب البائس إلى ماضي ليس لنا ؛ تحت أطلال حاضر ليس من هذا الزمن ؛ على أمل بمستقبل لا دور لنا فيه !
أشكر جدية كل من يحاول إيقاد شمعة و لكن الزمن تخطى شريعة الشموع منذ مائة عام
ملاحظة ) قُدّمت آخر دراسة ترميمية للحمام الأثري من قِبل شعبة آثار سلمية مشكورة بقيمة عشرين مليون ل.س قبل الأزمة إلى الجهات المعنية ( في الوقت الذي تطورت فيه موجودات سلمية من المزارع الخاصة و المسابح و المقاهي و الفلل و الملبوسات و السيارات إلى مليارات الليرات خلال الأزمة بلا زراعة و لا صناعة و لا ثقافة !!!
اعذروني لهذا الهذيان الوجودي و أرجو ألا يكون وجع مجتمعي عام دُفِن كغيره تحت الإسفلت ..
أ.منذر الشيخ ياسين


خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء