pregnancy

من شعراء السودان . التيجاني : أحمد يوسف بشير






من شعراء السودان . التيجاني : أحمد يوسف بشير 
......................................................................................

 وُلد في أم درمان حي " المسالمة" عام 1912 , وهو حيُّ جماعة من المسيحيين المستوطنين في أم درمان , وسُمّوا بذلك لأنهم أرغموا على اعتناق الإسلام . وعند الاحتلال الأخير للسودان من قبل انكلترة , استمرّ جماعة منهم على دين الإسلام , وتنصّر فريق آخر وبقي في ذلك الحيّ , وقد أحبّ شاعرنا مسيحيةً حسناء وافتتن بحسنها , وراقه منظر عيونها فأحبها , وأسرة أحمد أسرة دينية محافظة تنتمي إلى الطريقة التيجانية الصوفية , ولُقبَ أحمد بالتيجاني تيمناً بصاحب الطريقة التيجانية , تلقى دروسه الأولى في خلوة الكيتاني , والمعهد العلمي في أم درمان وكانت تربيته تربية صارمة قوامها التزمّت وكبت العواطف والضغط . إلا أنه مالبث أن اطلع على الأدب الجديد في المهجر والأدب في مصر , ثمّ الأدب الغربي المترجم  إلى اللسان العربي , فثار على واقعه الذي كان يعاني فيه غصص الفقر وضعف الصحة وشتى ألوان الحرمان , وتاق إلى السفر لمصر لطلب العلم , لكن المستعمر حال بينه وبين ذلك . ومات مسلولاً عام 1937, وهو في الخامسة والعشرين من عمره .

 مزج التيجاني في شعره بين عمق الخيال والعاطفة الصادقة , وُتصور صوفيته عدة قصائد في ديوانه منها " الله" التي تفيض بصوفية عجيبة ومنها قصيدته " طفلُ الخلوة" التي يقول فيها : 

هبّ من نومه يدغدغ عينيهِ مشيحاً بوجهه في الصبــــــــــاح ِ 

ساخطاً يلعنُ السماء وما في الأرض من عالمٍ ومن أشبــــاح ِ 

حنقتْ نفسُه وضاقتْ به الحيلةُ واهتاجهُ بغيضُ الـــــــــرواحِ  

 وصوّر الروابط الأخوية بين الأديان . قال من قصيدة عنوانها " كنائس ومساجد" : 

درجَ الحُسْنُ في مواكب عيسى ......مدرج الحبّ في مساجد أحمــدِ

وانسحب التيجاني من الحياة إلى عالم التصوّف والوجدان , يُنفّسُ فيه عن حرمانه ريّاً لظمئه في مسارب الندى , ونهر الضوء , وعذوبة الإشراق مع مسحة من التشاؤم القلق , على أن تشاؤمه لم يطغَ على إيمانه , قال من قصيدة عنوانها " الصوفي المُعذّب" 

الوجودُ الحقّ ما أوسع في النفس مــــــــــــداهُ 

والسكون المحضُ ماأوثقَ بالروح عُــــــــــراهُ 

كلّ مافي الكون يمشي في حناياهُ الإلــــــــــــهُ 

هذه النملةُ في رقّتهـــــــــــــا رجعُ صـــــــداهُ 

هو يحيا في حواشيهـــــــــا وتحيا في ثـــــراهُ 

وهي إن أسلمت الروح تلقتها يــــــــــــــــــداهُ

لم تمت فيها حياةُ اللهِ إن كنتَ تـــــــــــــــــراهُ

رسم التيجاني العواطف وصوّر حبه وهواه بقصائد متحررة من قيود الصنعة اللفظية , وله في نقد الشعر نظرات كان ينشرها في مجلات مصر والسودان  , والمدرسة التيجانية لها أتباع في المغرب العربي وخاصة في تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا . 

طيّب الله أوقاتكم بالخير 

سلمية 26L5L2019 
ظهير الشعراني
شكرا لتعليقك