نحن والأهواء
.......................................................................................
لماذا لم تستطع الأديان ومنذ اقدم العصور ان تكون سببا رادعا للإنسان للتوقف عن اهوائه ؟
لماذا لم تستطع القوانين ومنذ عهد حمورابي ان تنفذ.بالرغم من محاولات شرائح من النبلاء في كل زمان او مكان ان تقوم بجهود حثيثة لجعل الحياة أقل ظلما وأكثر عدلا ورحمة.وجعل الأفراد أكثر تحملا لاختلافات بعضهم.وأقل ميلا للعنف من أجل الاستيلاء ليس فقط على حقوقهم بل على حقوق الغير أيضا ولو بالقوة.
....ليس هذا فقط بل اعتادوا على التهديد بالقتل لمن تسول له نفسه عدم الرضوخ.
لماذا تختلف الناس عن بعضها في مقاومة اهوائها.؟
ولماذا تختلف هذه الأهواء بشدتها ونوعيتها من شخص لآخر.؟
-البعض تجذبه النساء فينجر لملذاته الجنسية.
-البعض يجذبه المال فينجر لمصالحه المادية.
-البعض تجذبه الأمجاد الشخصية :منصب،ادارة،وزارة.فيسعى لها مغمض العينين.
هذه "الأهواء قد لا تكون خطيرة ولكن الاستفاضة في استعمالها هو الخطير لأنها تتجاوز آثارها الفرد إلى المجتمع.
نادرا ما يتم التغلب على الأهواء بالحجة والمنطق ؛ فهي أصلا لا توجد في العقل فكيف يمكن ان تهدم بالمنطق ؟
آمن ديكارت بقدرة العقل على لجم الأهواء وقال: بما أنها تشمل النفس والجسد فلا خطر منها.وقيمها إلى ستة عناصر رئيسية:-الاعجاب-الحب-الكراهية-اللذة-الفرح-الحزن.
أما "كانط"فقد نظر إلى الأهواء كمرض نفسي له تاثيرا سلبيا دائما وخاصة عندما يتحول إلى وسواس تصعب مقاومته والتغلب عليه.
الأهواء يمكن تسميتها ب "حب الذات"او حب الملذات"او الانجرار وراء الغرائز"او الانجرار وراء المصالح".......الخ .
التسميات لا تهم طالما أننا اتفقنا ان هذه الأهواء لا وجود لها في العقل.
وبالتالي يستحيل اصلاحها بالمنطق الذي تقدمه المعرفة والعلم.
وأيضا يستحيل اصلاحها بالحجج التي يقدمها الدين او حتى الفلسفة....
.
اذا كان باستطاعتنا ان نصل إلى نتيجة لابد من القول انه يجب اولا وثانيا و عاشرا التوجه الى العقل.. وصقله.. وتخليصه من شوائبه....وتعليمه...واشغاله بكل ماهو مفيد وترتيب أفكاره الواحدة تلو الأخرى ..فالمعرفة هي الطريق الوحيد للحد من الأهواء.وعندما نحد من الأهواء فمن الطبيعي ان تحل محلها مثلا وقيما ارقى .فلا توجد حياة من فراغ....والفراغ الذي سيترك في العقل،لا بد وان يتبعه عاجلا او آجلا ،ملء تلك الفراغات البدائية التي تتوزع مابين النفس غير المشذبة بالعلم والمعرفة،والجسد غير المدرب على لجم الغرائز المنفلشة.
من هنا تأتي أهمية التنوير والتعليم والتربية المدروسة وفق منهج معرفي قويم تقوم به ثلة من أهل العلم والاختصاص.
في سوريا،االآلام قد حفرت في نفوسنا وارواحنا،ووضعتنا وجها لوجه مع ذواتنا
لتقول لنا:مهلا راجعوا انفسكم،فما يجمع خلال سنوات قد يضيع بساعات
وكل بيت جميل حلمنا بسكناه بالرغم من جماله فهو معرض للانهيار لعدم توفر العوامل الضرورية لحمايته من الانهيار.
بعض عوامل الانهيار ذواتنا فالجميع يسعى للخلاص الشخصي ويتبنى عالما خاصا
به حسب مصلحته ولا علافة له بما يجري حوله المهم مجده الخاص كما يراه هو.
العوامل الخارجية اكثر تعقيدا ولكنها اازدادت سوءا بوجود السعي للخلاص الفردي.
باختصار اقول:ان الجهل والتخلف والنفاق والجبن والركض وراء الاهواء اوالمصالح المادية اوالمناصب. وعدم التفكير بالوطن والمتاجرة بلقمة العيش،هي جرائم
لا بد ان يعاقب عليها التاريخ وبمنتهى الصرامة عاجلا ام آجلا.
د.ملاك سباعي
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء