حد التوازن
.......................................................................................
تمثال العدالة الذي يوضع امام دور القضاء هو امرأة معصوبة العينين تحمل بيدها اليمنى سيفاً وبيدها اليسرى ميزان ، اما كونها امرأه فلأن المرأه تمثل الرحمة، وكونها معصوبة العينين أي ان العداله لاتميز بين الخصمين وتستمع لكليهما حتى يفرغا من حجتيهما دون تحيز، أما السيف فهو للإشارة الى القوه في تنفيذ الحكم لمنع الناس من البغي على بعضهم.
في المنحوته نلاحظ رجلين يحمل احدهما الاخر.
الحامل: شديد الهزال تكاد عظامه ترى من وراء جلده، وملامح الاجهاد بادية على وجهه، ويستر وسطه بخرقة تكاد لا تستر شيئاً ،وهو لباس شائع في اسيا وخصوصاً في شبه القاره الهنديه، أما قسمات وجهه فتدلنا على ملامح عالم ثالثية.
المحمول: مترهل شديد البدانه ملامح وجهه اوربيه، عاري من الملابس، ويحمل في يده اليسرى عصا حديديه يستخدمها للاستناد ،وقد تقوست من الوزن الزائد، ويحمل بيده اليمنى ميزان شبيه بميزان العدالة.
النحات قصد ان يقلب رموز تمثال العداله تهكماً ، حيث وضع الميزان في اليد اليمنى، وبدلاً من السيف وضع عصا حديديه للاستناد، ولم يعصب عيني المحمول ،وايضاً جعله رجلاً.
المنحوته تقول:
ان الغرب يتنعم بخيرات الشعوب الفقيره التي ينهبها منذ امد بعيد ، بشتى الاشكال فقديماً كان الاستعمار المباشر ثم تلاه الاستعمار غير المباشر، ثم جاء دور التشدق بالعداله وحقوق الانسان، لكي يعطي لنفسه احقية التدخل اينما يريد وفي الوقت الذي يراه مناسبا(المحمول غير معصوب العينين) ولكن الى متى، لأن الانهيار قريب،(نراه في اعوجاج العصا من منتصفها) وهي على وشك الانكسار مسببة بؤساً لا مثيل له للحامل والمحمول
المنحوته كما اراها ،هي انتقاد لواقع غير عادل في تعامل الدول المتقدمه مع الدول الناميه، وصرخه لاحقاق العدل الحقيقي قبل ان تنكسر العصا ويحصل ما لا يحمد عقباه.
عمار يماني
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء