إضاءات على مفهوم التنمية المستدامة البيئية في عهد الرسول (ص)
.......................................................................................
لقد أكد الإسلام على أهمية المحافظة على البيئة وحماية الموارد الطبيعية...التي تعود ملكيتها إلى جميع الكائنات الحية؛ وليس فقط للجنس البشري.
إن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة يعتبران نبراساً في تعزيز مفهوم التنمية المستدامة. أمر الله سبحانه وتعالى البشر بتجنب إلحاق الأذى وهدر الموارد الطبيعية؛ والذي من شأنه تدمير وتدهور البيئة .
حديث نبوي شريف للرسول محمد (ص) : " إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها "..
ماهي الإشارات التفسيرية والتأويلية؛ من فحوى الحديث النبوي، بما يخص التنمية المستدامة ؟!
- الترغيب والتشجيع لزراعة ما ينفع الانسان؛ ولو حتى بعد الموت...
- اعتبار الإنسان منتجاً وإيجابياً في محيطه البيئي (الإنسان غاية ووسيلة للتنمية).
- البعد الزمني المستقبلي والنظرة للمستقبل..وإدارة الزمن (الوقت).
- كلمة "الغرس" إشارة وإيحاء بالحياة والحركية ..ومساواة بين الرجل والمرأة، من منظار أن كلمة غرس تشمل بيد المرأة أو الرجل..!!
- اختيار كلمة الفسيلة؛ وليس البذرة لها دلالة القرار الأمثل للإسراع في النمو..!!
وتشير وصايا وتعليمات وأحاديث الرسول (ص)، إلى أن حفظ الموارد الطبيعية تمثل مسؤولية وطنية وإنسانية. والعبث وتخريب البيئة أو ما يعرف حالياً بالفساد البيئي( سوء إدارة- تدمير البيئة- تلوث..) مكروه من الله.
وحسب ما ورد في القرآن الكريم؛ الحفاظ على البيئة واجب ديني وكذلك التزام اجتماعي .. ولا يعتبر مسألة اختيارية؛ استناداً إلى قوله تعالى : " ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها، ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين” – سورة الأعراف، آية – 85 ".
هل هناك أعظم من نهي رسول الله (ص) عن قطع الأشجار وتدمير المحاصيل وقطع تلويث المياه ؛ حتى في أوقات الحرب .. وحتى إن كان وجودها ذا فائدة للعدو ..!!
ولهذا نرى الحديث النبوي: " ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة" ، يحضُّ على الزراعة والغرس ...
ومن أعظم وصايا الرسول(ص) في إدارة الموارد الطبيعية الاعتدال وعدم الإسراف في استنزاف الموارد الطبيعية ...
ولذلك أنشأ الرسول (أو سنَّ) بطبيعته البشرية (أبحاث للمؤلف):
- مفهوم "الحمى في الإسلام" ( مناطق يمنع بها الرعي وقطع الأخشاب وحماية أنواع حيوانية خلال فترات زمنية محددة) في إطاره وقواعده السليمة، والذي أصبحَ من أساس علم إدارة المراعي وحفظ الموارد في الغرب.
- ومفهوم " نظام الحرم " ( وهي مناطق محيطة بمصادر وموارد المياه أُنشِئَتْ بهدف حماية المياه الجوفية من الاستنزاف والاستخدام الجائر ).
أخذ الغرب هذه المبادئ والمفاهيم في إدارة التنمية المستدامة، وعدَّلوها بصياغة جديدة. وأصبحنا نستقدمُهم لتقديم الخبرة والتدريب...
أليس هذا هوالزمن المبكي والمضحك ...؟؟!!
طابت أمسيتكم ...
٧ أيار ٢٠١٩
نورالدين منى
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء