pregnancy

الثقافة تسأل ...بقلم الأديب د.حسين الحموي





الثقافة تسأل 
.......................................................................................

أراها متهتكة .وباهتة.وأحياناً متعثرة .ومتبرجة .وأكثر الأحيان متعرجةفي مشيتها .كالخطوط المنكسرة .ونادرا ًماأراها تسير على صراط مستقيم.
سألتها لماذا انت على هذه الحال؟فلم تجبني .بل توجهت الي بالسؤال: أين صناع الثقافة؟
لقد كان وقع السؤال صادماً.لكنه يحمل إجابته في آن .فعلا أين هم صناع الثقافة وحملة رايتها البررة؟
الأغلب الأعم منهم يلهث وراء الشهرة والوقوف على المنابر.والقليل القليل من يستحق صعود تلك المنابر.وصارت الشهادات الهلامية والبهرجات الثقافية تتوج معظم الأنشطة والفعاليات التي مبعثها ردود الأفعال وليس الفعل الثقافي الذي يحرض العقل والفكر والمياه الراكدةباتجاه الحركةنحو الأمام .

هل يعقل أن تصل الأمةالى هذا الدرك من الضعف والهوان والتمزق والحروب البينية وصناع الثقافة في لهو وبحث عن عباءة أمير أو وزير؟وهل يعقل أن تنعقد ورشة المنامة والثقافة  والمثقفون نيام أو شبه نيام؟المثقف الحقيقي لم ولن يكون موظفاً في  يوم من الأيام . 
والثقافة لن تكون للبهرجة والتزيين والمحاباة والتزوير.يحضرني قول عبد القاهر الجرجاني في كتاب البلاغة( ليس كل تشبيه تمثيلا وليس كل مجاز استعارة)
يكفي جعجعة بلا طحين .ويكفي تهزيئاً لإنساننا العربي الذي ينتظر من مثقفيه قرع نواقيس الخطر بكل قوة وصرامة لكي يصحو النائمون من سباتهم .وتتفجرشوراع العواصم العربيةمن المحيط الى الخليج منتفضة رافضة سياسات الذل والتطبيع  وبيع فلسطين في سوق نخاسة المطبعين.

لعلها السكينة التي تسبق العاصفة والثورةالشعبية الجماهيريةالتي تصنعها جماهير شعبنا بوعيهاوثقافتها النضالية الحقيقية التي تتبرعم في ضمائرها وحان الوقت لإنضاجها .
المواطن رقم ١٤
د.حسين الحموي .
شكرا لتعليقك