نحو قانون انساني دولي جديد ، يدير شؤون كوكبنا
.......................................................................................
عالمنا وحتمية الخروج من عصر الفوضى الى صياغة عصر انساني جديد '
ملف هوية العصر الجديد قيد الولادة والبزوغ ، تم فتحه ولن يغلق دون حله الا على ضوء الواقع الجديد
المتعدد الاقطاب بعد ان كان العصر القديم مجرد واقع قطبي ثور متناحرين ، ، لان القطبين الذين عاشا على تناقضات المادية والمثالية وبانهيار المنظومة الشيوعية العالمية تم سحب تلك الذريعة التي كانت يتغذى عليها أحد القطبين ، كمسمار جحا ، منظومة شنغهاي الناهضة ليست ذات هوية شيوعية كما كان الامر ما قبل 1990
انها منظومة ليست ايديولوجية ولكنها متماهية الاهداف والرؤى المشتركة لكثير من القضايا الانسانية الكونية ، من هنا فانها منظومة متعددة الاقطاب بدورها ، وهي في طور التوسع والتمدد ،
هناك فاصل زمني بين استقرار منظومة شنجهاي الناهضة ، واستقرار المنظومة الغربية التي تعاني من اختلال التوازن والتصدع ، بسبب انهيار نقيضها القديم ، فوضى حتمية نعيش تفاصيلها ، سماها هنتنجتون الفوضى الخلاقة ، وليس الفوضى السديمية ، أي أنها فوضى تحت السيطرة ، اي الفوضى الاختبارية او الافتراضية ، او عصر المغامرات والمقامرات المحسوبة النتائج ، لان هناك مؤسسات كونية عملاقة لدى الغرب لا تسمح بتمادي الافراد او اللوبيات مهما بلغت من قوة وجبروت بالسيطرة عليها الى آخر المدى ، فالحياة التي فرضت إقامة هذه المؤسسات لا تعرف شيئا اسمه الفوضى ،، ربما احتاج الامر الى حركة بريكس انسانية جديدة بين القطبين ، وبتوافقهما ، ولكن ليس قبل ان ينهي القطب الغربي اعادة ترتيب اوراق بيته الداخلي المخلطة والمبعثرة من جديد ، ولن يكون ذلك متاحا الا على ضوء نتائج فعاليات الحراكات الشعبية من الباكستان وحتى سواحل الاطلسي وعموم افريقيا ، إضافة الى امريكا اللاتينية ، وبلورة رؤية انسانية جديدة لهوية هذه الحراكات ، ودائما في ضوء توازن القوى بين القطبين الاقوى بالعالم وبالتفاعل معهما ، حيث ستصاغ هوية العالم الثالث الجديد الذي خرجت منه الصين والهند للتو لتنضما للعالم الثاني ، هذه الهوية الجديدة للعالم الثالث لا يمكن حسمها وصياغتها بالقوة المسلحة اطلاقا كما كان ذلك ممكن التوهم ، ابان عصر الحرب الباردة ، وقد اثبتت التجربة استحالة ذلك ، من هنا فان اللجوء الى صيغة توافق كونية جديدة في منطقة الازمات الكبرى [ العالم الثالث الجديد بدون الهند والصين ] عبر هيئة الامم المتحدة أمر لا مفر منه ، وبالرغم من ان الهند ليست عضو فاعل في منظومة شنجهاي كالصين ، الا انه لا يمكن لاي من القطبين المتصارعين التعويل على جرها الى صفه ، لسبب رئيسي ، وهو ان الهند هي هند [ غاندي ] وليست هند [ ماركس ] او هند [ كولومبوس ] ، ناهيك عن انها تمكنت من ان تتحول الى قطب بحد ذاته بسبب قوتها الهائلة ، ولانها ليست بصدد الصراع مع أي من القطبين ، لذا فانها كفت عن ان تكون بيضة القبان بين القطبين العالميين المتصارعين ، ولانها تمكنت من حل مشكلاتها الاسترتيجية بنفسها دون الارتهان لارادة اي من القطبين ، وبقدمها وتطورها وتحولها الى قطب بذاته ، فانها غدت على مسافة من العالم الثالث القديم الذي تعصف به المشكلات والفوضى التي تثير اطماع القوى المتصارعة ، وبالتالي فانها لم تعد جزءا من العالم الثالث التقليدي ، وعليه فانها غدت مستقلة بذاتها ومنيعة بالان ذاته ، ولم يعد ممكنا ان يطلب منها أي من القطبين الدعم او المؤازرة او اغرائها او ابتزازها ، فزمن احتلال الانكليز لها في غفلة من الزمن قد ولى ،،،،،
من هنا فان حساسية الموقف والتوازن الاستراتيجي الجديد الذي يميل بالارجحية لصالح الشرق وبتصاعد مضطرد ، وزيادة الهوة بين القطبين ، يحتم على الغرب اعادة حساباته تباعا في ضوء الواقع الجديد ، حيث ثمة علاقة جدلية عضوية بين الجغرافيات الثلاث الجديدة ، الشرقية والغربية والجنوبية ، لذا فان حل ارساء دعائم عصر قانوني كوني جديد يفرض نفسه على الجميع ، وبالتالي فهو حل آت لا محالة ،،،
صبري حيدر
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء