pregnancy

الوعي الانساني لحكمة الوجود وليس مجرد معرفتها فقط ، كما كنا نتوهم حتى الآن ..بقلم الأستاذ صبري حيدر




 الوعي الانساني لحكمة الوجود وليس مجرد  معرفتها فقط ،  كما كنا نتوهم حتى الآن 
.......................................................................................

فالمعرفة ، معرفة أي شيء ،  هي مجرد تعود وقدرة على التكرار  وتألل [ من الآلية ] ومران وخبرة  وبرمجة آلية محضة 
يمكن التحكم بها بصورة ارادية ، وليست عبقرية نجترحها ،كما نتباهى بها أحيانا نحن اصحاب الشهادات ، او الخبرات العملية ، كأن نتعلم قيادة السيارة  او رياضة كرة السلة او التزلج على الجليد ، او خداع الناس واستغفالهم بحنكة واتقان ،  او قيادة دراجة نارية او العزف على آلة موسيقية او حل تعلم المسائل الرياضية او مهنة الميكانيك او الكهرباء ، نحن في البداية لا نعرفها ولكن بالمواظبة والتمرين نتعود ونتألل عليها اي انها تصبح سلوكا اليا لنا دون ان نبذل اي جهد فكري لمزاولتها وممارستها وتكرارها ، كم صعب ان نتعلم قيادة السيارة فكريا  في البداية ولكننا عندما نتعلمها تغدو آلية ومع القيادة ندخن ونتناقش ونفكر بمسائل اخرى ونحن نقود السيارة دون ان يؤثر ذلك على اداءنا للقيادة  ، *************** 
ليست العبرة في نيل شرف المعرفة ، نوبل اخترع البارود كان معرفة ولكن عدم وعي الحكمة من هذه المعرفة كان الدافع الى ابتكار حائزة نوبل للسلام تكفيرآ عن ذلك الافتقار لذاك الوعي ،،
من هنا فالعبرة هي في [ وعي ] ما يجب تعلمه واستخدامه بصورة انسانية لنرى هل معرفتنا واستخدامنا لها  حكيم  ام لا ؟ ، حيث لا يمكن التحقق من ذلك الا بالوعي الانساني التخصصي الجماعي  ،، 
ذاك هو  العطب الذي لم نعيه بعد في مشكلتنا الكونية ؟ 
النظرية العامة للوعي الذهني للوجود هي ضالتنا ، فالمعرفة هي شكل من اشكال الوجود وليست هي الوعي ذاته ، انها تحتاج منا لوعي انساني ، فالمعرفة  والحكمة والوعي ليست أمرآ واحدآ ، الا عندما يتحقق الاجماع الانساني على ذلك في الزمان والمكان المحددين ، وبما يخص موضوعا محددا بعينه في الزمان والمكان المحددين ، 
كل العطب في يكمن في مشكلة وعي المعرفة وليس معرفة المعرفة ذاتها واتقانها 
ان التخصص في المعرفة امر ممكن وهي  مسألة آلية متاحة لكل انسان ومعروفة  في اي مجال من مجالات الحياة ، إلا مجال الانسان نفسه ، إلا التخصص في علم الإنسان نفسه ولهذا  لم نتمكن من وضع هذه المعارف في خدمة الحياة الانسانية ، على العكس كانت الصراعات والحروب بين الانسان والانسان هي التي سادت وحكمت الحياة البشرية 
حيث توهم المفكرون ان المسالة متعلقة بالحكمة ، وبالتالي بضرورة معرفة الحكمة 
لذا ظهرت الفلسفة اي [ البحث عن شيء لا يمكن بلوغه الا بللوعي وحيث ان المفهوم الانساني للوعي غير موجود لذا كان كان المشروع الفلسفي بمثابة ابحار في المجهول او اللامعنى ،، وهذا ما جعل الفلسفة امرا غير مفهوم بالنسبة لمعظم البشر   ، 
لقد تسبب افتقارنا الى [ الوعي الانساني ]  في غفلتنا والغشي على ابصارنا ومنعنا من وعي ، اننا منساقون في البرمجة الآلية اللاواعية لسلوكنا في الحياة ، لقد كنا نتوهم  ولا نزال اننا نحن من نسوق الوجود  ونقوده  ، واذا كنا نقع في الازمات والمطبات فان سبب ذلك يعود اننا لم نعي الوجود على حقيقته بل نتوهم ذلك   لاننا لم نفهم بعد ماهو الوعي 
لو استعرضنا التاريخ من أيام بداية الحضارات الاولى الصينية والهندية والسومرية والمصرية ، لماذا كانت الاولى في ازمنتها ،  ولماذا لم تتطور بصورة مضطردة وانتكست
في مراحل معينة لتظهر حضارات اخرى جديدة في امكنة اخرى ، لتعود بعضها الى الظهور  يتبين لو انها كانت
متمكنة من وعي اسباب التطور وممسكة بزمام معرفتها بصورة حكيمة لما كانت قد انتكست
مما يعني انه لم يكن بالامكان  الاتفاق على تلك الاسباب ، وبالتالي فان هناك  ثمة اسباب غامضة كمنت وراء السقوط الدراماتيكي لتلك الحضارات ، توهمها فلاسفة اليونان  بانها تتعلق بعدم حل مشكلة المعرفة ، ليتبين لفلاسفة نهاية عصر الالفية الاولى ان المسألة عقلية روحية شاملة حسب ابن سينا والفارابي وابن رشد وطفيل ، لتطوى تلك الصفحة بانتصار الحضارة الغربية وتبدأ مرحلة ديكارت وبيكون وتزعم ان العلمانية هي الحل في الوقت الذي لم تعي ماذا تعني العلمانية ،  لتتشظى الى عشرات العلمانيات المختلفة والمتصارعة  وما الحروب بين العلمانيات الاوروبية التي تسببت بقتل عشرات من البشر بعظ اكتشاف القارة الامريكية وحتى عام 1945 الا خير دليل على عدم فهم حضارتنا لمعنى العلمانية ، وتنتهي عند هيغل الذي فتح ملف الوعي ،،  لينشطر ذلك الوعي بصورة لاواعية الى شطرين مادي ومثالي ليتماسسا بصورة تناقضية وهمية في الوقت الذي هما وجهان لعملة واحدة بصورة جدلية لا انفصام فيها  وهكذا فقدت الانسانية لحظة تاريخية من لحظات تطورها الفكري الشامل ، عندما باشر الانسان المأسسة المادية الوهمية متوهما
انه يمكن فصل المادي عن المثالي ، لتصل حضارتنا الى هذا الدرك المتأزم على صعيد التوازن الفكري الذي يمثل اهم اركان الحضارة ،،،،
لنبدأ معآ مشوار البحث عن وعي حكمة الوجود ، وليس البحث عن الحكمة التي لا يمكن معرفتها او تلمس

أ.صبري حيدر 
شكرا لتعليقك