pregnancy

الحرب العالمية الأولى (٢٠)





الحرب العالمية الأولى (٢٠)    
.......................................................................................

نتائج الحرب :

لم توجد حرب سابقة قامت بتغيير الخريطة السياسية لأوروبا حتى ظهرت هذه الحرب. فقد اختفت الإمبراطوريات الثلاثة: الألمانية والنمساوية المجرية والروسية وأخيرًا الدولة العثمانية. واستعادت العديد من الدول استقلالها وتشكلت دول جديدة أخرى. لقد وقعت السلالات الأربع الحاكمة جنبًا إلى جنب مع الأرستقراطيات الملحقة بها، سلالة آل هوهنتسولرن وهابسبورغ وآل رومانوفوالسلالة العثمانية. تضررت بلجيكا وصربيا وفرنسا بشكل كبير جدًا بضحايا الجنود الذين وصل عددهم 1.4 مليون جندي دون حسبان الخسائر الأخرى. قال الفرنسيون أن فرنسيًا واحدً كان يُقتل في كل دقيقة خلال الفترة الواقعة بين نشوب الحرب في أغسطس 1914 إلى فبراير  وتأثرت بالمثل مملكة ألمانيا والإمبراطورية الروسية.

اختل التوازن الإجتماعي بين الذكور والإناث؛ لقد كان القتلى والجرحى خلال الحرب هم من الرجال ومن الشباب بصفة خاصة، بينما كانت خسائر النساء قليلة جدً والجدير بالذكر بأن الغالبية العُظمى من ضحايا الحرب كانوا من مواليد الربع الأخير من القرن 19. كان طبيعيًا أن تهبط نسبة المواليد خلال فترة الحرب لإفتراق الأزواج عن زوجاتهم، وبعد الحرب ارتفعت هذه النسبة بسرعة كبيرة مما أثر على الحركة التعليمية واليد العاملة فيما بعد. فبالنسبة للتعليم واجهت المدارس عام 1930 نقصًا في عدد التلاميذ الذين أعمارهم بين 11-15 سنة. أما من ناحية اليد العاملة فقد وضعت السلطات الفرنسية خطتها لبناءخط ماجينو الدفاعي على أساس أن ينتهي العمل في هذا المشروع عام 1935 حيث أن المجندين للجيش سينقص عددهم إلى نصف العدد المطلوب في كل سنة خلال الفترة بين 1934-1939.

في بعض الدول فقدت الطبقات الاجتماعية الرفيعة أعدادًا من شبانها بشكل مذهل. فقد قدم الشبَّان المتعلمون من الطبقات العُليا في المجتمع عددًا غير متكافئ من الضباط المقاتلين على الأرض. وقدم عدد الشبان اللذين جاءوا من نخبة الجامعات البريطانية مثل أوكسفورد وكمبريدج، واللذين لم يستطيوا النجاة من الحرب دليلًا مروِّعًا على ذلك التعميم. لقد فقد الطلبة 31% من أعضاء هيئة التدريس اللذين التحقوا حديثًا بجامعة أوكسفورد في عام 1913. وكذلك الحال بالنسبة لإحدى المدارس الثانوية الفرنسية والتي فقدت 26 من أصل 27 من طلبتها اللذين كانوا على وشك التخرج عشية عيد ميلاد 1914، والعضو الوحيد الذي بقي حيًا كان قد أُعفي عن الخدمة العسكرية بسبب مرض ألمَّ به.

أثرت الحرب في سرعة منح المرأة الكثير من حقوقها في وقت مبكر عمَّا كان متوقعًا، فقد كانت المرأة تحصل على حقوقها ببطىء قبل وخلال الحرب. أما بعدها فقد كان هناك ميل واضح من جانب الحكومات لرفع كثير من القيود السياسية والاجتماعية التي كانت مفروضة عليها. ففي بريطانيا تطلبت الحرب بذل كافة الجهود وحشد كل الطاقات من أجل النصر، وحيث أن الجيوش استوعبت ملايين من الشباب أسرعت المرأة إلى أن تحل محله في الأعمال المدنية مثل العمل في المصانع والمتاجر وفي دواوين الحكومة والشركات وفي المستشفيات والمدارس، ومنهن من تطوعن للعمل العسكري. وبذلك تكوت المرأة قد وقفت جنبًا إلى جنب مع الرجل في الكفاح فحق لها أن تحصل على حق الإنتخاب ما إن تبلغ الثلاثين من عمرها.

قدرت خسائر الحرب العالمية الأولى بـ 8,538,315 قتيل، و21 مليون جريح، و7 مليون أسير ومفقود، وقد أتت خسائر روسيا في رأس قائمة الخسائر البشرية تلتها خسائر كل من ألمانيا والنمسا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية.أما أهم الخسائر المادية فقد وقعت في الأراضي التي دارت فيها المعارك حيث أتلفت المحاصيل الزراعية وقضي على المواشي ودمرت مئات آلاف المنازل وآلاف المصانع إضافة إلى الأضرار التي لحقت بالسكك الحديديةومناجم الفحم التي غمرها هذا الطرف أو ذاك بالماء لمنع استغلالها من قبل العدو. ولذلك كان على الدول المتحاربة في مرحلة السلام إعادة بناء ما دمرته الحرب وتحويل الصناعات الحربية إلى صناعات مدنية. لكن قلة الأموال واليد العاملة التي قضت عليها الحرب عرقلت إلى حد كبير عملية إعادة الاعمار المرجوة.

**الخسائر البشرية والمادية:
===================
هناك عدة إحصائيات مختلفة تذكر أعداد القتلى التي كلفت الحرب الدول المتحاربة تضحيات كبيرة في الأرواح.

كانت خسائر روسيا في الأرواح هي الأكثر فداحًة إذ بلغت أكثر من مليوني، وخسرت ألمانيا أقل من مليونين بقليل، وفقدت المملكة الثنائية مليونا وربع المليون، وأمَّا بريطانيا وإمبراطوريتها فقدت حوالي المليون، وزادت فرنسا وإمبراطوريتها عنها بنصف المليون أما الولايات المتحدة فخسرت 115 ألف جزء كبير منهم كان بسبب وباء الإنفلونزا الإسبانية التي انتشرت في أوروبا بعد الهدنة.

خسائر الدول في الحرب العالمية الأولى (وفقاً لوزارة الحرب الأمريكية) بلغت أكثر من 37 مليون جندي بينهم أكثر من ثمانية ملايين قتيل

الدولةالقتلى والوفياتالجرحىالأسرى والمفقودونإجمالي الخسائرالإمبراطورية 

إذا نظرنا إلى عدد سكان الدولة العثمانية قبل انهيارها، فإن مجموع خسائر الدولة العثمانية قد وصل بشكل تقريبي إلى 25٪ من عدد السكان، وهو مايقرب 5 مليون نسمة من أصل 51 مليون من عدد السكان.ولتحديد أكثر دقة فقد أعطى تعداد عام 1914 أن حجم عدد السكان 20,975345 منهم 15,044846 مليون كانوا مسلمون ، 187,073 هم يهود مليون و186,152 لا يتبعون أي مجموعة. أما البقية والذين وصل عددهم إلى 5,557,274 فهم متشاركون مع عدد من المجموعات .من بين 5 ملايين شخص، كان هناك 771,844 قتلى من الجنود العسكريين الذين قتلوا بسبب المعارك وأسباب أخرى.

يتبع..........ويكيبيديا

الصورة : المقبرة العسكرية الفرنسية تحتوي على اكثر من مئة وثلاثين الف من بقايا جنود غير معروفي الهوية ؟؟
شكرا لتعليقك