القدس عاصمةلإسرائيل ... فماذا علي أن أفعل
.......................................................................................
يبكون و يلطمون و كأن الأمر ليس متوقعا وكأن *مكة* لم تتهدم يوما
وكأنها، وهي الآن واقفة مذهبة مزينة ليست *متهدمة* في قلوبنا
وكأن تلك الأصابع العملاقة التي تحركنا على رقعة الشطرنج من أعلى كانت ستطيح ببغداد و دمشق و القاهرة و صنعاء ثم تترك القدس
لا يا عزيزي،
إليك خبرين مهمين،
أولهما:
أننا سنخسر هذه الجولة لا محالة،
وثانيهما:
أننا مضطرون رغم ذلك إلى متابعة اللعب حتى النهاية
تسألني ماذا يتوجب علينا أن نفعل اليوم
أنا أرى القدس يا عزيزي في عين زوجي،
في ابتسامة أخي الصغير،
في حبو طفلي على سجادة غرفة الجلوس،
أحسها في يد صديقتي الممدودة نحوي لتصافحني،
في طرقات جاري على بابي يطلب مساعدتي،
في كتبي المكدسة على طاولة الدراسة.
*القدس* حجر على حجر،
و *مكة* حجر على حجر،
و *سورية* حجر على حجر ...
*لا قيمة للأماكن إن كان الإنسان مهزوما* منذ زمن بعيد،
*إن كان الإنسان مهدما و مجروحا و مقهورا* ... فما قيمة الأحجار
*نحن أغلى* من *القدس* و من *مكة* ومن كل *أقداس الأرض*،
قلوب المؤمنين التي تصلي،
تصلي لكعبة *مذهبة*،
وستصلي لكعبة *مهدمة* ..
المهم أنها تصلي ...
(عيوننا إليك ترحل كل يوم) يا قدس، لكن أقدامنا ملتفة على بعضها البعض في جلسة قهوة مريحة،
وقلوبنا لاهية بأشياء أخرى ...
من يريد أن يستعيد القدس حقا فليلتفت يمينا و يسارا و *يبحث عنها في عيون من حوله*، فإذا أحسنت في عملك اقتربت لها خطوة، وإذا وددت جارك اقتربت خطوة،
وإذا رعيت زوجتك و ربيت طفلك و ثقفت نفسك، و نصحت صحبك اقتربت خطوة ...
إذا كسبت حلالا و التزمت صلاتك و كففت عن أذية الناس اقتربت خطوة
القدس لن تستعاد بالبكاء
*القدس ضاعت مذ تهدم الإنسان فينا*،
*ولن تعود إلا حين نبنيه*،
*و سيظل الزمن يلطمنا على وجوهنا حتى نصحو من رثائنا وعويلنا ونمضي إلى العمل*،
الطريق طويل ومتعب،
ولكن علينا أن نستمر دون كلل ...
القدس تناديك حقا كما تقول
هيا و قم إليها إذا،
و *استعد قدسك التي في داخلك*
قبل أن تبكي على قدس فلسطين ...
Dima Mustafa Sakran
القدس_عاصمة_فلسطين
بقلم: ديمة مصطفى السكران
........................................
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء