أسباب بعض سلوكياتنا
......................................................................................
اذا اتفقنا أن أحد أهداف التنوير هو إرساء قواعد صقل النفس البشرية،ومحاولة النهوض بالتفكير المنطقي،ليصبح سلوكنا أكثر رقيا.فكثيرا مانلجأ إلى مقارنات عندما تسمح لنا الظروف ان نسافر ونختلط بأناس سبقونا في سلم الحضارة.
صحيح ان بعض الخصال قد ترسخت عندهم وعاشوا معها وتعايشت معهم فترسخت وتمخضت عن ملامح سلوكية وشخصية ثابتة، ونحن نكون قد فاتنا قطار التعلم ولكن لا بد من إجراء المقارنات بدون ان نشعر لاكتشاف الخصال التي نفتقدها في عالمنا العربي ".
في مجتمعاتنا تعود الواحد فينا أن يتابع أمور حياته بدون اية مراجعة ذاتية لتصرفاته، فلا توجد في سلوكياتنا "ثقافة الاعتراف بالخطأ او التقصير"
والأسباب كثيرة سأحاول رصد بعضها:
1-
من يعتذر لخطأ اقترفه بقصد او دون قصد...لا بد ان يكون معترفا بكينونة الآخر ويحترم هذه الكينونة..هذا الأمر لم نعتد عليه
..في مجتمعات اخرى يمكن للأم او الأب ان يعتذرا حتى لابنهما اذا اقتضى الأمر.
2-
من يعترف بالغلط او التقصير ويعتذر ،لا بد ان يرافق ذلك نية في التغير نحو الأفضل.
في مجتمعاتنا لا توجد هذه النية..أي ان الواحد فينا حتى لو اعتذر لكنه لا يريد ان يتغير ويخسر كل المكاسب التي يحصل عليها من سلوك الكذب والنفاق
.
3-
حجة الذي لا يريد التغير بدلا من ان يكون مستعدا لهذا التغيير. . ستكون:لست انا الوحيد هكذا هم أيضا.
4-
الفرد في المجتمعات المتخلفة يتعلم الاستهتار بالآخرين لأنه هو نفسه قد تم الإستهتار به.فلا يشعر ان احترام الآخرين وخدمتهم سيعطيه ميزات خاصة.لم يحصل عليها هو
..طالما ان اجتهاده الشخصي لم يعطه هذه الميزات في خضم عدم تطبيق القانون بحذافيره وعدم تكافؤ الفرص.
5-
الاعتراف بالخطأ يحتاج شجاعة نحن جميعا لم نعتد على هذه الشجاعة لأننا لم نمارسها.ولا نعتبرها شجاعة بل نعتبرها هوانا وذلا.
6-
الاعتراف بالغلط يحتاج أيضا ثقة بالنفس هذه الثقة لم تزرع فينا لا في الأسرة ولا في المدرسة ولا في المجتمع ولا في وطننا برمته.
7-
ان افتقاد المثل الأعلى في البيت والمدرسة"فيما يخص االشعور بالغلط"أيضا يخلق شعورا لدى الطفل عندما يكبر انه لا يخطئ ابدا.
اخيرا لا بد من القول ان ماتكلمت عنه يصب في مستنقع الفساد .
د.ملاك سباعي
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء