pregnancy

طائر الفينيق بقلم الدكتور باسل الشيخ ياسين




#طائر_الفينيق
................................ 

طائر الفينيق يعتبر رمزاً طبياً هذا لأن دموعه تشفي الجراح..
أخبرني بهذه المعلومة الأستاذ هاشم فاضل الشيخ ياسين..المكنّى بأبي هاني.. وهو عمُّ والدتي..وكان مدرّساً قديراً لمادة التاريخ.
  كثيراً ما كنت في صغري أزوره وأجلس إليه لأستمع لأحاديثه الماتعة وحكاياته الشائقة.
  في إحدى جلساتنا سألته عن السبب الذي دفعه لتسمية مضافته التي تطلُّ على شارع حمص في مدينة سلمية باسم(منتدى طيور الفينيق)..فحكى لي العديد من القصص عن طائر الفينيق.
 ومن القصص العالقة في ذاكرتي والتي حدّثني بها عمي المرحوم هي أن هذا الطائر الأسطوري هزم كل الطيور التي صارعته على السيادة عبر تاريخه الطويل..مما أوغر صدور تلك الطيور عليه..وكان طائرنا يغفو إغفاءةً قصيرةً كل ألف عام..فتربّصت به تلك الطيور لفترة طويلة إلى أن غلبه النعاس وآوى لغفوته الخاطفة..فما كان منها إلا أن حملت الجمار بين مخالبها وحلقت فوق الطائر النائم ترميه بها..استيقظ الطائر ليرى النيران وقد أخذت تلتهم ريشه الذهبي..أخذ يخفق بجناحيه علّ هذا يساعده في إخماد النار ..لكن دون جدوى..راحت النيران تأكل جناحي الطائر الذي تحول لغيمةٍ متوهجةٍ تمطر رماداً..علتْ قهقهات الطيور الغادرة وضحكاتها..وحلّقت مبتعدةً بعدما تخلّصت من عدوّها الذي جرعها جميعها كأس الهزيمة..لم يلحظْ أحدٌ من الطيور أن الطائر المحترق قد باض بيضةً قبيل أن تأتي النار على ماتبقى منه..وبهذا احتضن رماد الطائر الأبِ البيضةَ حتى فقست عن طائر الفينيق الابن الذي خرج من تحت الرماد كي ينتقم لأبيه..
أقول في قصيدة رثيت بها الأستاذ هاشم:
إذا يأسٌ علينا راح يطغى
أشرتَ لطائرِ الفينيق فينا
لينهض نافضاً عنّا وعنه
رماداً يحتويهُ ويحتوينا
ويثأر من طيور الغدر خلَّتْ
صدى الآمالِ مكسوراً حزينا 
سننهضُ يا أبا هاني فأبشرْ
ونصرخُ في وجوه المعتدينا
إذا يبغي الردى دمنا فأهلاً
سنُترعُ كأسهُ دمنا الثمينا
لعمري قد يلينُ الماسُ لكنْ
عزائمنا محالٌ أن تلينا

مودتي واحترامي للجميع

د.باسل الشيخ ياسين 


شكرا لتعليقك