pregnancy

قصة دجى 2 بقلم الأستاذ علي الحموي




قصة دجى  2


النضال 

.................................................................. 


شبت دجى سالم اليوسفي في فلسطين على معاني الوطنية، وحينما حصلت على الشهادة الثانوية كانت قد خطت خطوات كبيرة في إتقان العربية، وتعلمت رياضة الكونغفو والكاراتيه فحصلت على الحزام الأسود وتعلمت كذلك الرماية.

وخلال هذه الفترة أنشأ والدها ورد سالم اليوسفي مؤسسة لرعايةِ العجزةِ والأيتامِ وأطفالِ التوحدِ والمعوقين على حسابِهم الخاص أطلق عليها دار الأمل. 


وكانت الانتفاضة الثانية انتفاضة الاقصى قد اندلعت في أيلول سبتمبر عام 2000 وهي لا تزال في الثانوية العامة فهزت الانتفاضة كيانها وشذبت أفكارها الوطنية والسياسة.

بعد الثانوية التحقت دجى بالجامعة الأردنية، فرع العلوم الاجتماعية، وخلال وجودها في الجامعة ومع تطور أحداث الانتفاضة تعرفت دجى سالم على الساحة السياسية الفلسطينية، لكنها كأبيها فضلت عدم التحزب ضمن حزب سياسي معين، لكنها بقيت تؤيد قضية شعبها وتدعم الانتفاضة بكل إمكاناتها وطاقتها حسبما تقتضي الحال والضرورات، وكان الطابع الإنساني والصحي غالب على طبيعة هذا الدعم. 


وفي هذه الفترة بدأت البواكير الأدبية عند دجى، فراحت تكتب رسائل وجدانية نضالية سرعان ما وجدت طريقها إلى قلوب بعض المناضلين الفلسطينيين، وكان صداها يكبر حينما يعلمون أن من كتبت لهم هذه الكلمات أنثى فيها من حب الوطن والانتماء الكثير 

إلا أن الانشغال بالشأن النضالي والثقافي لم يعقها عن متابعة دراستها الجامعية وتحقيق التفوق الأكاديمي.

كما أنه لم يعقها عن تعميق ثقافتها واطلاعها المعرفي فكانت قارئة مجدة، ودارسة مجتهدة، وهو أمر مكنها من الحصول على ثقافة جيدة. وزادت من خبرتها الحياتية أن زارت بلدانًا عدة من العالم عربية وأجنبية.


وفي السنوات الأخيرة من الجامعة شعرت سلطات الاحتلال الصهيوني بنشاط دجى فضيقت عليها وصادرت أكثر من مرة مذكراتها وأوراقها التي تضمنت رسائل وخواطر وقصائد لفلسطين. وحينما ثقل على الاحتلال نشاط دجى سالم اعتقلها في أواخر أشهر الإنتفاضة في فترة التخرج تقريبا، وبقيت دجى في الاعتقال لمدة ستة أشهر، وحينما خرجت كانت الانتفاضة الفلسطينية الثانية قد خبت في شباط فبراير 2005 لكن الأمل في القلوب لم ينطفئ. بقي الشعب صابرا محتسبا يكنز في نفسه كفاحا للزمن القادم لن يتسنى لدجى فيه حضورا إلا كطيف ذكريات وكلمات روح.


أ. علي حسين الحموي 



شكرا لتعليقك