ضياء
الحموي أم الفوز الحرك ... كأنك سوريا
........................................................................
لا يمكن أن ننسى الوالد أبو الفوز
الحرك - ولكل امرء من اسمه نصيب - هذا الرجل لم يذكر كثيرا بقي صامتا في قلبه حزن
عميق وفرح غامر بالنصر .
رغم أن الأسرة نشأت في ظروف صعبة لكن
الأب المكافح استطاع أن يبني بيته بتحد وإرادة صلبة، حولت هذه الأسرة فقرها إلى حب
كبير للناس والوطن.
بقيت هذه الأسرة منسية من الأقرباء (من
الطرفين) والأصدقاء حتى كبر الاولاد والتحقوا بنضال الوالد و الأم العظيمة التي
كانت تعمل هي الأخرى في حقل صغير يتبع للمنزل يسد متطلبات الأسرة من الخصراوات.
كانت تهتم بغراسها كما تهتم بأطفالها. وعلى أطراف (المصيف) لم تنسى أن تزرع الحبق
(الريحان) فكان عطره السلموني يتغلغل أنفاسنا وقت المغيب.
بقيت الأسرة منسية حتى تذكرها الوطن.
عندما كنت أزور عمتي أم الفوز وانا لا
أزال طفلا أو فتيا كنت اندهش من كبرياءها ونبرة صوتها المشبعة بالفخار والشكيمة،
(نبهتني مرتين الا أطأطأ حين اسير) كانت تعلم أبناءها الصمود والاعتزاز والغيرة
على الكرامة وحب الوطن بعد حب الله.
قلت لنفسي جميل لكن ما جدوى هذا
نحن هنا في سلمية والجبهات خاوية ؟
لم أكن ادري وقتها أن الوطن كله
سيستحيل إلى جبهة من نار
وفي اللحظة الصعبة حينما جند مرتزقة
الأرض ضد هذا الشعب المتعب اصلا لم يتذكر أبو الفوز وأم الفوز سنوات الفقر الطويلة
بل تذكروا أن الوطن على وشك السقوط ضحية مؤامرة دولية استفادت من فساد داخلي متجذر.
لم يتذكروا أن أرضية البيت بقيت دون
بلاط (ولا حتى اسمنت) لثلاث سنوات وأم الفوز تنظف بيتها من التراب، بل تذكروا شيئا
واحد أن جهنميو العصر إن استباحوا الضيعة فيستبحون سلمية كلها ولا أحد يضمن ما
يمكن أن يجري بعدها من قتل واعتداء على الأرض والعرض.
رحل الأبناء الخمسة واحدا تلو الآخر كل
يودع أخيه حتى فارت الأرض ببطولاتهم وتنهدت البيوت لشهادتهم.
اليوم أبو الفوز أم الفوز في عنق
الفراق يدركون جيدا ان النصر بات قاب قوسين أو أدنى في يد سوريا
يدركون أن اكتمال النصر بحرب أخرى ضد
الفساد والمفسدين في هذا البلد المنكوب
أم الفوز تشبه سوريا كثيرا التي فارقت
الأبناء
أنها أم الشهداء
ونحن أولادها جميعا
ما زالت تداعب شجيرات الحبق بلطف، ومن
يديها ينتشر الأريج إلى كل الحقول.
ع . ح . الحموي
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء