الوعي الانساني الجديد (4) مقارعة الإمبريالية العالمية (تتمة)

الوعي الانساني الجديد

(4) مقارعة الإمبريالية العالمية (تتمة)

.....................................................................

6. الاناركية: تعمد الإمبريالية على إشعال فتيل الثورات المزيفة ذات التوجهات الفكرية الغامضة و الفوضوية، عديمة الرأس حيث لا تحظى بقيادة واضحة المعالم بدعوى أن ذلك يقوض الديمقراطية، كما أنها تجنح للتخريب والقتل والانتقام، وقد تدعي اليسارية أو الدينية المذهبية كشعار واه خال من أي مضمون. إن هذه الثورات ليست سوى بديل مزيف عن الثورات الحقيقية الوطنية والمتقدمة، فهي إذن إجهاض للثورات الحقيقية، وبها يصبح الشعب والمجتمع هما الضحية مرة اخرى، ولنا في ما دعي بالربيع العربي نموذجا صارخا للثورات الأناركية التي اخذت طابعا إسلاميا يتناسب مع ثقافة المنطقة

7. الحروب الأهلية: لتكريس السيطرة ولتفادي خلق اي مقاومة شعبية لها تعمد الإمبريالية إلى الإطاحة بأي نظام، جمهوريا كان أم ملكيا يسعى إلى السيادة والاستقلال بواسطة الانقلابات أو الانتفاضات الشعبية الممولة، وهو ما عرف بالثورات البرتقالية، وفي حال فشلها تلجأ الإمبريالية إلى تأجيج الحروب الأهلية مستفيدة من الفساد والطغيان المتفشي لضرب هذه المساعي في الصميم وسحق الشعوب العصية عليها، وقد تتحول الحرب الأهلية إلى حروب إقليمية تأتي على المنطقة بأسرها، وهنا لا تنسى اﻹمبريالية تنصيب القادة المزيفين المتواطئين معها لإظهارهم كأبطال ليبراليين استطاعوا إحداث التغيير

8. العولمة: إن التحكم بالاقتصاد العالمي والتحكم بالدول والشعوب من خلال الاقتصاد والتهديد بالانهيار الاقتصادي ونشر المجاعات وابتزاز الدول سياديا وسياسيا وثرواتيا هو هدف إمبريالي استراتيجي ودائم؛ وهي تروج له ثقافيا من خلال الترويج للعولمة، التي هي في حقيقتها إخضاع العالم بأسره للمؤسسات المالية العالمية، وللمصارف والبيوت المالية الكبرى تمهيدا لظهور الحكومة العالمية الموحدة التي ستأخذ طابع ديكتاتوري تدريجي ينتهي بطغيان مطلق على البشرية جمعاء.

إن الحروب الممهدة للحروب الحقيقية هي حروب اقتصادية من خلال الأقراض والتمويل والفوائد.

9. الانصهار الإمبريالي بالصهيونية كمشروع واحد، مرد هذا الانصهار أولا نفاق دولي حيث غالبية الإمبرياليين والرأسماليين الكبار هم من الصهاينة، وهذا أدى إلى تطابق الهدف وهو تحقيق الطغيان العالمي بواسطة الحكومة العالمية الموحدة وبواسطة العملة الإلكترونية الموحدة التي لن تتحكم فقط في نشاط البشر بل أيضا بمعاشهم وغذاءهم، ومرد هذا الانصهار ايضا ضعف الحالة الثقافية السياسية للمناطق الخاضعة للامبريالية، . ولهذا لا يمكن فصل مقاومة الإمبريالية عن مقاومة الصهيونية تحت أي ذريعة أو عذر، فهما متماهيان في مشروع واحد هائل وقذر، خال من أي إنسانية.

10. استخدام التقنية لضرب الشعوب: تعمل الرأسمالية المتوحشة وبالتالي الإمبريالية على تحويل كل شيء إلى سلعة قابلة للتسويق وللبيع والشراء "بما فيها الثقافة والدين والمحبة " كما قال أحد المفكرين، وهذا الأمر لا يعني أضعاف الشعوب وتدمير روحها المعنوية فحسب بل يعني ايضا تقوية عضد الإمبريالية ماديا، وهو أمر سوف تستخدمه لرفع سويتها التقنية لتمارس من خلالها المزيد من الابتزاز (التقنية السلمية) والتهديد (التقنية العسكرية) وهنا ستحاول جر الشعوب إلى المقاومة المسلحة اي إلى ميدانها، إلا أن الشعوب يمكن ان تستخدم التقنية لرفع قدرتها على المقاومة.

11. التدمير الثقافي والأخلاقي للشعوب وذلك من خلال الغزو الثقافي والفكري الإمبريالي المجوف والمسطح، واستهداف عقول الشباب على وجه التحديد، فالإمبريالية بطبيعتها خاوية ثقافيا، كونها ضد الوعي الانساني بالأساس، وتعمل على تفريغ الثقافات البشرية المتنوعة من مضمونها الأخلاقي والإنساني بهدف تحطيم الكيانات الوطنية معنويا وماديا وسياسيا. وذلك من خلال إلغاء الإيمان بالله تعالى ونشر الإباحية بدعوى نشر العلمانية والتركيز على تشويه المرأة من الداخل وتحويلها إلى مجرد سلعة جنسية، ومن ثم هدم الأسرة نفسها.

12. قوننة الجريمة بأنواعها، فبدعوى الحرب الوقائية تبرر الحروب على الشعوب وقتل الناس، وبدعوى محاربة الإرهاب يقتل آلاف الأشخاص من أبناء الثقافة الزراعية والرعوية. وكذلك قوانين القتل التعسفي للمدنيين الغير مباشرة بدعوى الاستثمار المتخصص من خلال شركات أمنية (مثل بلاك ووتر) وغيرها. وبدعوى الحرية الشخصية تباع المخدرات في بعض البلدان الأوروبية علنا. وتعرض النساء عاريات على واجهات محلات الدعارة المرخصة. هذا عدا عن قوانين الشذوذ والزواج المثلي وقوانين الإجهاض وأخيرا القوانين الجائرة على البيئة والطبيعة بدعوى الاستثمار في المصادر الطبيعية.

علي حسين الحموي