(3) تأييد الإنسان والإنسانية
..................................................
(تتمة )
تتمة الملاحظات الاستشرافية ؛
8. يفترض الا تقف الوطنية حجر عثرة في طريق البناء الانساني العام، فكما أن مصلحة المجتمع تقدم على مصلحة الفرد (دون إجرام أو تخلف أو الغاء لخصوصية الفرد) فإن مصلحة الإنسانية تقدم على مصلحة أي وطن، دون إلغاء الخصوصية الثقافية للأوطان، وبالتالي فإن أي نضال وطني حقيقي غير شوفيني هو في حقيقته نضال انساني لأنه بالمحصلة يصب في نهوض الإنسانية، والعكس صحيح إن أي نضال إنساني أممي يصب في مصلحة الأوطان كافة كونه يعلي من قيمة الإنسان ويدافع ضد الاستغلال.
9. سيجري التنبه إلى أن القوانين يجب أن تكون طبيعية (لا تتناقض مع الحياة والطبيعة) وأن تكون مبنية على المعرفة (يضعها علماء وعارفين) وأن تكون ديمقراطية مصوت عليها وموافق عليها من قبل الأغلبية العاقلة، بذلك نضمن نزاهة القوانين واستمرار الصالح منها. مع التنويه إلى أن قيام الاقتصاد التعاوني يستتبع بطبيعة الحال ظهور قوانين محدثة تنسجم مع الواقع الجديد المرتقي بالإنسان. يجب التنبه أن أحد أهم وسائل السيطرة الإمبريالية الصهيونية على العالم هو القانون نفسه، بواسطة القوانين المجحفة والمستعبدة للإنسان والمقيدة له والمنمطة لنشاطه، بغية الوصول إلى أهداف تدميرية، ولهذا يجب النضال ضد هذا النوع من القوانين التي كثيرا ما تأخذ أشكالا مزينة، و تبريرات زائفة لحقيقتها.
10. لا يصب في الإنسانية القبول بمخالفة الطبيعة، فالإنسانية الحقة لا تتهاون في موضوع القتل والقتلة على سبيل المثال، والترويج لإلغاء عقوبة الإعدام للقاتل المتعمد أو للخائن أو لمدبري الفتن والحروب الأهلية هو مسعى يناقض الروح الإنسانية في الصميم، لأن كل منهم يستحق الاعدام. من ناحية أخرى لا يمكن القبول بالشذوذ الجنسي وزواج الشاذين كحرية شخصية، فالشاذ إما أن يكون محتاجا لجراحة توضح جنسه الضامر، أو أنه يحتاج إلى معالجة نفسية، أو أنه منحرف يستحق العقوبة التي سيحددها المجتمع دون مبالغة أو تفريط.
11. إن الوحدة الإنسانية التي ينادى بها منذ عقود، يجب ألا تلغي الخصوصية الثقافية لكل وطن وأمة، بشكل متوازن مع السيادة الداخلية. من ناحية أخرى يجب النضال ضد الوحدة الإنسانية التي يجري التآمر لإنشاءها من قبل القوى الإمبريالية الصهيونية وحلفائهم، فهذه القوى تسعى إلى إقامة أقوى طغيان عالمي، من خلال إقامة حكومة عالمية ديكتاتورية، بل يجب إقامة الوحدة الإنسانية على أساس معرفي، ديمقراطي، اشتراكي تعاوني (غير شمولي) فتتحقق العدالة الاقتصادية الاجتماعية بين الأوطان كما هو الحال بين الأفراد، وتطبيق الديمقراطية الشعبية والتشاورية بطرق قانونية غير قابلة للاختراق.
12. ستسمر المحاولات الحثيثة لفصل الإنسانية والآدمية عن الله تعالى، من المفترض مقاومة هذا التوجه بالمقارعة الفكرية والحجج العقلية، وبتطبيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية، وبمد جسور المحبة والتسامح، وليس بالتهديد والوعيد والحرمان أو القتل، والتركيز على القواسم المشتركة في الفكر الانساني، فهم مهددون جميعا من قبل قوى غير إنسانية لا تعرف الرحمة. ومع ذلك قد تحدث مؤامرات من قبل المتطرفين من كلا الطرفين. يجب علاجها بالوعي والحكمة وردع المتطرفين حينما يلزم الأمر.
علي حسين الحموي
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء