ثورة الأمعاء الخاوية والمواطن رقم 14
رأيت كما يرى النائم في الهزيع الأخير من الليل رجلا طاعنا في السن. يمسك حجرا. ويركض مع اطفال فلسطين. ليلقيها على جنود الاحتلال الصهيوني. من غير خوف أو وجل. اقتربت منه وسألته : ألا تخاف أن ينال منك. ومن كرامتك جنود الإحتلال بعد هذه السن؟ قال: وماذا تبقى لنا لنخاف عليه؟ بعدتدمير الأوطان. واغتصاب الأرض والعرض. واغتيال الأحلام والكرامات؟ قلت: هي دورة الفصول. وزمن العتمة والسقوط. قال: لا هي ثورة الأمعاء الخاوية. وفجر الانتفاضة الثالثة. وصحوة الضمائر الغائبة والمغيبة في سراديب الفتن والحروب العبثية المجنونة. أيقظتها توابيت الشهداء. وأنات الجرحى. و إرادة الأسرى المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية. قلت : إلى متى انتظار الشعوب وقد بلغ السيل الزبى؟ قال : الشعوب تمهل ولا تهمل. وحين تغضب وتثور تهتز الأرض وترعد السماء لغضبها. والبداية تكون شرارتها من قلب فلسطين (البوصلة )من ثورة الأمعاء الخاوية وانتفاضة الحجارة الثالثة. وابتعد رويدا رويدا وهو يردد. النصر للشعوب المقاومة. والهزيمة والخزي والعار لأعداء الحرية والإنسان. لانامت أعين الجبناء.
المواطن رقم 14
د.حسين الحموي
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء