pregnancy

علم معايرة الثقافة









علم معايرة الثقافة والسلوك     ميزان الحكمة


إن علم معايرة الثقافة هو علم معايرة المعتقد والسلوك من حيث الإيجابية والسلبية، لأننا نعتقد بان جميع القوى الناعمة الفردية والاجتماعية والدولية قابلة للقياس والمعايرة، وبالتالي فإن الأفكار والعقائد والمفاهيم والقيم والأخلاق والسلوكيات قابلة للمعايرة والقياس الرياضي العلمي لمعرفة صحتها بعيداً عن الأقوال والتصريحات، مثل قوانين ومعادلات المعايرة في العلوم النظرية والتطبيقية كالكيمياء والفيزياء والرياضيات ..
ونهدف من خلال هندسة أركان هذا العلم الجديد، أن نختصر وقت الناس خاصة الشباب في معايرة ما يعرض عليهم من أفكار وعقائد وتصريحات وتصرفات لتوجيه جهدهم نحو الابتكار والابداع والعمران، ونبعدهم عن الجدل العقيم والحوار السقيم بين المتخاصمين فكرياً، حيث نترك تلك الأمور المختلف عليها للمختصين، مع العلم بأنه خلال التاريخ والواقع نلاحظ بأن لا أحد يملك كل الحقيقة، وكل طرف يملك جزء منها، ولكن المريض ثقافياً وإنسانياً والمختل عقلياً يحاول أن يضخم ويشرعن رأيه عن طريق الدجل والكذب وتلفيق النصوص والروايات الكاذبة ويفتعل وقائع وأحداث مبرمجة تصل الى درجة الإرهاب والاجرام والتدمير وخيانة البلاد وسرقة العباد ..
ولهذا قمنا بصياغة علم معايرة المعتقد والسلوك لنحكم على صحة ما يعرض علينا من ظواهر اجتماعية و مبادئ فكرية وفلسفية وعقائدية وعلمية وعملية.. من حيث الأسباب والنتائج والأهداف والمحتوى البنيوي والوظيفي لتلك الظواهر والأفكار والفرضيات والنظريات.. كما في علوم الفيزياء والكيمياء، مثلاً:
في الكيمياء:                             أكسجين + هيدروجين = ماء
أما في علم معايرة المعتقد والسلوك:
صحة المعتقد + جودة السلوك = حسن العلاقات والمعاملات العامة + إيجابية العمران المادي والمعنوي.
وذلك على مستوى الأفراد والمجتمعات والدول والأمم والثقافات والحضارات والفلسفات والنظريات والعقائد والقيم والأخلاق ..
وهذا القانون الثقافي قابل للعكس تماماً كما في المعادلات الكيميائية وغيرها ..
بمعنى عندما نلاحظ حسن المعاملة وإيجابية العمران، فنحكم على صحة المعتقد وجودة السلوك، ونستنتج سمو وتحضر ورقيّ الملفات الذهنية العقلية العقائدية الفلسفية الأخلاقية.. لصاحب السلوك الحسن والعمران الجيد مما يدل على امتلاكه عقلاً ناقداً وضميراً حراً وثقافةً واعيةً وفلسفةً إنسانيةً وعقيدة إيجابية عمرانية..  
أما عندما تسوء مخرجات تلك المعادلة في معايرة المعتقد والسلوك، بحيث نلاحظ معاملة رديئة وانتهازية ونفعية ومنافقة وضارة ومؤذية وكاذبة ومترافقة مع نوايا سيئة وأفعال سلبية كارثية كالتخريب والإرهاب والتدمير والسرقة والاجرام والخيانة والفساد والظلم.. فنستنتج سوء المعتقد والسلوك مما يدل على همجية وارهابية وعدوانية ملفاته العقلية والذهنية لصاحب ذلك السلوك السيء والمعتقد السلبي، وبالتالي امتلاكه عقلاً مخرباً مفلساً مجرماً مهما حاول أن يغطي اجرامه وارهابه ووحشيته بتصريحات ملفقة وقلقة وشعارات براقة وكاذبة مثل: نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان والأقليات والإعمار والدفاع عن المستضعفين في الأرض.. وغير ذلك من كلمات قواميس الكذب والدجل والتلفيق.. لأن قانون معايرة الثقافة يعتمد على الآلية العقلية الناقدة التي قالها السيد المسيح u:
(من ثمارهم تعرفونهم)
وبمعنى آخر: آلية لسان الأحوال والأفعال أقوى من لسان الأقوال ..
-نموذج عملي في تطبيق قانون علم معايرة الثقافة (ميزان الحكمة) أو علم معايرة المعتقد والسلوك:
اتخمتنا واشبعتنا كلاماً وتصريحات لدرجة الإقياء والاسهال، الحقارة (الحضارة) الأوروبية الأميركية في المحافظة على نشر التنوير والحرية والإخاء والمساواة والديمقراطية والمحافظة على حقوق الإنسان والأقليات وإعادة الإعمار ومحاربة الإرهاب ..
وبتلك المبررات قامت الدول الأوروبية مثل بريطانيا وفرنسا.. في استخراب البلاد وسرقة العباد والقيام بأكبر المجازر في التاريخ البشري مثل: قتل اكثر من مائة مليون انسان بريء ومتحضر ومثقف من الهنود الحمر في القارة الأميركية، وقيام ما يسمى الويلات (الولايات) المتحدة الأميركية وهم بالأصل من المجرمين واللصوص والارهابين اللذين ارسلتهم الدول الأوروبية وخاصة بريطانيا لقتل السكان واستعمار ونهب بلادهم..
جاء في مجلة العلوم الامريكية (الترجمة العربية)، المجلد 32، العددان 3-4، مارس ابريل 2016، مقال: سلام دائم، هل الأنظمة الديمقراطية أقل ولعاً بالحرب؟، للمؤلف Michael shermer، ، ص60 -61، (بأن مشروع العلاقات المترابطة في الحرب في ما يسمى الحضارة الغربية، رصد 2300 نزاع مسلح (حروب) بين الدول بين عامي 1816و 2001 )وبعملية حسابية بسيطة نستنتج : 2001 -1816= 185 سنة، 12× 185=2220 شهراً، 2300حرباً في 2220 شهرا ..
ففي كل شهر يكون أكثر من حرب واحدة، وبالتالي فالحروب متداخلة ومستمرة ولا يمكن للحقارة (الحضارة) الأوروبية الامريكية وأسيادها وأذنابها أن تعيش بدون حروب وقتل واجرام ولصوصية وإرهاب لأن نموذجها الفلسفي والثقافي متمحور حول فلسفات مادية وعقائد إجرامية تلمودية ماسونية صهيونية لا يمكن أن تنتعش إلا بالإجرام والتطفل والإرهاب فاقتصادها قائم على هذا الإرهاب الدولي المنظم الذي يهدف إلى اشعال الحروب باستمرار لتنشيط مافيات الاجرام والإرهاب والقرصنة.. من تجار السلاح والمخدرات والمرتزقة والإعلام، فمثلاً الحروب الأهلية الغربية (الحرب العالمية الأولى والثانية) قتلت أكثر من سبعين مليون إنسان ودمرت مئات المدن وعشرات الآلاف من القرى، وأدت إلى استخدام السلاح النووي لأول مرة في تاريخ البشرية، مما أدى قتل مئات الالاف من السكان في اليابان وتلويث البيئة بمختلف الملوثات الشعاعية والكيميائية، بالإضافة إلى نشرها الملوثات العقلية الثقافية والسلوكية والإرهابية بمختلف أنواعها السيئة والسلبية ..
وبتطبيق قانون معايرة المعتقد والسلوك نستنتج: سوء وإجرامية ووحشية وإرهابية العلاقات والمعاملات الدولية وسلبية ونشر الدمار والخراب المادي والمعنوي.. مما يدل على سوء المعتقدات واجرامية التصرفات في دول الغرب، وبالتالي نستنتج بشكل علمي وعملي إفلاس العقل الأوروبي الأمريكي وأذنابه، وانحطاطه إنسانياً وسلوكياً ودولياً، فهو مريض ثقافياً وفلسفياً وبحاجه إلى علاج حضاري وثقافي ضمن مستشفيات لمعالجة الأمراض الثقافية، التي تعالج الأمراض العدوانية والإرهابية والإجرامية بآليات إعادة البرمجة الذهنية للملفات العقلية حسب مفاهيم الجهاز المناعي النفسي الثقافي أو ما يدعى البرمجة اللغوية العصبية، لأن عالم العقائد والقيم هو أهم وأخطر مستوى عند الانسان .

من مصادر البحث:
1. الطب النفسي الجسمي، د.ناصر محي الدين ملوحي، دار الغسق للنشر , طبعة2 ,عام  1426 -2005. الجهاز المناعي النفسي152-167.
2. مجلة العلوم الامريكية (الترجمة العربية)، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، المجلد 32، العددان 3-4، مارس ابريل 2016، مقال: سلام دائم ، هل الأنظمة الديمقراطية أقل ولعاً بالحرب ؟، للمؤلف Michael shermer، ، ص60 -61.
3. إعادة هيكلة العالم ، رؤية استراتيجية لصناعة المستقبل، د.ناصر محي الدين ملوحي، دار الغسق للنشر، سلمية، سوريا، ط1، 1426هـ - 2005م، ص11-14.

بقلم: د.ناصر محي الدين ملوحي

خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء

:)
:(
=(
^_^
:D
=D
=)D
|o|
@@,
;)
:-bd
:-d
:p
:ng
:lv
شكرا لتعليقك
Loading...