الوعي الانساني الجديد
(8) بناء الاقتصاد الاشتراكي التعاوني غير الشمولي (تتمة)
.................................................................
تتمة الملاحظات الاستشرافية حول هذه القضية:
6. مبدأ الملكية في التعاونيات هو الملكية الاجتماعية المغلقة او المفتوحة.
المغلفة بحيث يملك عدد من الأشخاص مؤسستهم التعاونية ويستفيدون منها مدى الحياة و لزوجاتهم ولأولادهم وأحفادهم من بعدهم. أو المفتوحة بحيث تكون العضوية لكل المشاريع التعاونية الموحدة ضمن مشروع واحد أو مدينة واحدة. ويمكن التعاونية المغلقة أن تفتح العضوية الجديدة مؤقتا للمشاريع الجديدة. ويمكن أن تتوحد مع جمعيات أخرى؛ أو تتحول من مغلقة إلى جمعية مفتوحة بالنسبية الديمقراطية.
7. إن الفكر والنشاط التعاوني معاكس ومضاد للفكر والنشاط المضارب القائم على حركة البورصات، ولهذا يجب على الحراك التعاوني ألا ينخرط ابدا في البورصات العالمية، بل عليه مقاومتها وشراء شركاتها إن أمكن وقت وقوعها في أزمات مالية وافلاسات، بقصد تحويلها من شركات رأسمالية إلى شركات تعاونية. و"كذلك إعلان حالة (استرداد المصانع) من قبل الجهات التعاونية والعمالية عندما يعلن أصحابها حالة الإفلاس"(*).إن هذا يقود بالتراكم إلى زحف تعاوني ينهي الرأسمالية تدريجيا
8. إن بيع أسهم التعاونيات للتعاونيين بعضهم البعض يجب ألا يتحول إلى مضاربة فبين الشراء والبيع يجب ألا تقل المدة عن شهر شمسي. كما أن البيع ممنوع إلا إذا تحقق للعضو الاكتفاء الذاتي التعاوني. بحيث لا يتحول العضو التعاوني إلى عضو غير تعاوني، وبحيث لا يصبح الشخص معدوم اقتصاديا من وجهة النظر التعاونية. فكل الأموال الحرة (خارج إطار التعاونيات) هي أموال قابلة للإنفاق والتبعثر، على عكس الأموال في التعاونيات هي قابلة للنماء والتطور بحكم تطور المشاريع الطبيعي فيها.
9. حافظا للحقوق يجب تقييم أموال الجمعيات التعاونية بالذهب أو بالأسهم المدرجة للمنشأة ويمكن أن يسمح العضو بتحويل أرباحه لتأسيس منشأة أخرى مولودة من رحم (من أرباح وخبرة) المنشأة الأولى. ومن الخطأ الكبير تقييمها بالعملات المحلية بسبب تغيرها المستمر، أو بالعملات الصعبة كالدولار واليورو، كون اللعب بقيمة الدولار هو الأداة الاقتصادية الرئيسية في يد الإمبريالية لتحقيق السيطرة الاقتصادية على العالم. عدا عن كونه ممول الأسلحة وصناعة الحروب والديكتاتوريات في العالم.
10. إن انشاء النظام الاشتراكي التعاوني على الأرجح انه لا يتطلب نضال عنفي بالمعنى الثوري للكلمة، بل يتطلب نضال تعاوني واقتصادي (على شكل رأسمال أو عمل) ويتطلب نضال سياسي (لمواجهة العقبات البيروقراطية تآمر الرأسمالية المتنفذة)(**). وهذا ما يتطلب نشر الفكر والوعي التعاوني، والسعي لإيجاد مراكز التدريب والتعليم المهيئة والعلمية للتعاونيين ثقافيا وفنيا، أما على المستوى العالمي فهو يتطلب أولا ظهور دول اشتراكية تعاونية تخلق تيارا عالميا تعاونيا سلميا.
11. إن الحركة التعاونية تحرر العمال من تعسف الأجور، وتحولهم من أجراء إلى شركاء. كما أن "التعاونيات يمكن أن تحل محل الدولة في الملكية العامة لوسائل الإنتاج، بدلا من تؤول في نهاية الأمر إلى القطاع الخاص عن طريق الخصخصة"(***)
شريطة ألا تكون مقنعة، أي ألا تكون رأسمالية بقناع تعاوني. ولكشف ذلك نرى مدى ديمقراطيتها ووضع العمال فيها إن كانوا شركاء أم أجراء إضافة إلى عدالة توزيع الأرباح نسبيا بين الأعضاء، ونرى مدى انفتاحها وقابليتها لاستقبال أعضاء جدد
12. إن التعاونيات الأممية الدولية يمكن أن تكون الرد الأمثل على تيار العولمة الاقتصادي-الثقافي؛ وهنا تصبح الحركة الدولية التعاونية إنقاذا للشعوب الفقيرة والمتخلفة من واقعها الأليم من خلال زجها واقتصادها الوطني المتعثر في المنظومة التعاونية الدولية، فتأخذ من معينه حتى تقوى ثم لا تلبث بعد أن تنهض وتصبح رافدا من روافدها اقتصاديا ومعرفيا. وأول مظاهر انتشار المنظومة التعاونية في العالم انخفاض مستوى العنف وتراجع الحروب والتناقضات بين الدول، وانعدام الإستغلال.
(*) سامح سعيد عبود / التعاونيات أداة للتحرر والتقدم
(**) نفس المرجع السابق
(***) نفس المرجع
علي حسين الحموي
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء