pregnancy

في ذكرى وفاة محمود درويش








في ذكرى رحيل الشاعر محمود درويش

1ــ محمود درويش(شاعر الأرض، والمقاومة) في ذكرى رحيله:

من محاضرة بعنوان (الأدب الفلسطيني بين الثبات، والتغيير)،قلت:
الجمهورالكريم:أحبّ أن أشير إلى أن ّهذه المحاضرة كتبت قبل رحيل الشاعر الكبير، محمود درويش، بفترة زمنية قليلة،إنني إذ أعبر عن الأسى والحزن الشديدين على فقد الأدب، والثقافة في الوطن العربي عامة،والشعب الفلسطيني خاصة،لمثل هذا الشاعر العظيم.
لقد رحل محمود درويش، ولم يشهد تحرير القدس،ودفن فوق رابية، تطلّ على روابيها، ويحضنها، وكأنه سيف مشهر، أو رشاش مسلط نحوها يحميها، أو حارس مدافع عن ترابها ضد كلّ عدو يريد لها، ولفلسطين الشرّ والعدوان، وهو القائل:
 أنا أمضي قبل ميعادي، مبكرْ
عمرُنا أضيقُ منا
عمرُنا أصغرُ أصغرْ . .
 أصحيحٌ يثمرُ الموت حياة؟
نعم... لقد أثمر موت درويش خلوداّ له، ولأدبه ، فهو شاعر الأرض، والحريّة، والإنسان.
ومحمود درويش، يشرح لنا كيف ينحاز  شعره إلى  جانب ثورة الفقراء، وحريّتهم السياسية، والاجتماعية المسلوبتين:
 هل سأثمرْ
في يدِ الجائعِ خبزاً
في فمِ الأطفال سكّر؟
إنه يدعو دعوته الواسعة:
فاحموا سنابلكم من الإعصارِ
بالقدمِ المسمّر
ثمّ يمضي درويش قدما في تصوير الأقانيم الثلاثة للثورة في رأيه:
(الأرضُ، والفلاحُ، والإصرار)..ويسأل:كيف تقهر هذه الأقانيم.. مادام هناك إصرار وتصميم على المواجهة..؟؟
هاتوا السياجَ من الصدورِ
من الصدور
فكيف يكسرْ؟
اقبض على عنق السنابلِ
مثلما عانقت خنجرْ!
الأرضُ، والفلاحُ، والإصرار
قل بي: كيف تقهر؟
هذي الأقانيمُ الثلاثةْ
كيف تقهر؟
  وفي موقف آخر،وهوفي أوج ثورته، يشدّ على يد الفلاح ،مضيفاً لشعره السياسي المقاوم، بعده الاجتماعي:
   لو كانت هذي الأشعارُ
أزميلا في قبضةِ كادحْ
ومحمود درويش، يعي دور الكلمة في النضال من أجل تحقيق أهداف الثورتين  السياسية، والاجتماعية،فالكلمة،والقصيدة عنده كالأزميل،أو القنبلة، أو كالمحراث بيد الفلاح،لكي تصبح ثورية  قويّة، فاعلة:

قصائدُنا
بلا لونٍ، بلا طعمٍ، بلا صوتِ
إذا لم تحملِ المصباحَ
من بيتٍ الى بيتِ
     لو كانت هذي الأشعارُ
ازميلاً في قبضةِ كادحْ
قنبلةً في كفّ مكافحْ
لو كانتْ هذي الكلماتُ     ==     محراثاً بين يَدَي فلاحْ
والشاعر في كلّ قصائده الثورية ،متفائل بالنصر، مهما طال ليل، وبطش الاحتلال،وهذا ماجعله بحق شاعر المقاومة الفلسطينية الذي لايجارى، وكان العربي الذي عاشت في أنفاسه فلسطين،وهو القائل مخاطباَ الصهاينة المحتلين:
أيها المارون بين الكلمات العابرة
آن أن تنصرفوا
وتقيموا أينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا
آن أن تنصرفوا
ولتموتوا أينما شئتم ولكن لا تموتوا بيننا
فلنا في أرضنا ما نعمل
ولنا الماضي هنا
ولنا صوت الحياة الأول
ولنا الحاضر ، والحاضر ، والمستقبل
ولنا الدنيا هنا .. والآخرة ْ
فاخرجوا من أرضنا
من برنا .. من بحرنا
من قمحنا .. من ملحنا .. من جرحنا
من كل شيء ، واخرجوا من ذكريات الذاكرة ْ
أيها المارون بين الكلمات العابرة ْ!

وهكذا نمضي مع شاعر خالد من شعراء الأرض المحتلة،ومع مضامين قصائده الثورية الممثلة طموح الإنسان، وكفاحه من أجل الحريّة،وتحرير الأرض ،بالكلمة القنبلة،وبالقصيدة الثورية..التي تحطم أسطورة العدو بالإزميل،وتفجر ثورة الفلاح بالصرخة القوية، المستمدة من الكلمة الثورية المزلزلة لكلّ عدوان، واستبداد.
وبرأيي، أنّ درويش لم يمت،فآثاره الخالدة والتي  اطلعنا على نماذج منها في هذه المشاركة،هي خير شاهد على خلود هذا الأدب القيم، والثمين وعلى خلود صاحبه،وسيظل اسمه محفوراً في ذاكرة كلّ عاشق للحرية فوق ثرى وطنه فلسطين،وعلى امتداد الأرض العربية، وفي رحاب العالم المؤمن بحريّة الإنسان،وحقه في المساواة، والعدالة الاجتماعيّة.

أ.حيدر حيدر
سلمية

خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء

:)
:(
=(
^_^
:D
=D
=)D
|o|
@@,
;)
:-bd
:-d
:p
:ng
:lv
شكرا لتعليقك
Loading...