pregnancy

الأيقونة السورية ..تاريخ










الأيقونة السورية، بدايات وتاريخ

سأحاول اليوم أن أسلط ضوءا على سورية بحثا عن أصول الأيقونة فيها وأبرهن على دورها الهام والمميز وأعني به دور سورية، في التحضير لهذا الفن وبرمجته في قالب حفظ للأيقونة خطها العام أو كاد.
وإن كانت الأيقونة قد واكبت انتشار المسيحية في سورية في فترة كانت البلاد من الامبراطورية الرومانية، فلنعلم أن السوريين شاركوا في صنع ما سمي بالحضارة الرومانية، وأعطت عطاءا غزيرا..
إن تفرد سورية آت من قدرتها على احتواء الجار والبعيد بحيث هي مركز حركة النواس من بلاد الرافدين إلى أرض الفراعنة وبحيث أعطت لمنتوجها الحضاري معنى، فهو سوري..
ويصح هنا أن نعرف الأيقونة: فهي كل رسم وتصوير كنسي طقوسي على الجدار أو بالفسيفساء أو على لوحة خشبية أو على الأدوات المستعملة لغرض التبرك.

‏* دور أوروبس (صالحة الفرات) والأيقونة:
تظهر الحفريات أن الأثر الفني الأول المسيحي، في سورية، يعود إلى أوائل القرن الثالث (سنة 240)، وقد وجد هذا الاثر في دورا أوروبس في بيت للتبشير والعمادة مزين بصورة جدارية تعالج مواضيع من الإنجيل (توجد تلك الصور في متحف جامعة ييل في أمريكا).
دعونا نستقرئ الآثار المعروفة وندرس عليها.
لا بد من الإشادة هنا بالقديس يوحنا الدمشقي المنصور بن سرحان (حوالي 650-750م) مرجع اللاهوت الشرقي، والذي كتب دفاعا عن الأيقونة، باليونانية، يوم كان راهبا في دير مار سابا قرب القدس، وتلميذه ثاوذوروس أبي قرة (متوفي سنة 825م) الذي كتب بالعربية، ميمرا في تكريم الأيقونات، وكلا الاثنين من آباء الكنيسة السوريين المشهود لهم.
لقد وجد في دورا أوروبس عدة معابد لديانات مختلفة ومن عصور مختلفة، فإذا ما استعرضنا الرسوم الجدارية في تلك المعابد وجدنا تأثير الفن التدمري في الحركات ونسب الجسم والمعالجة بالخط وثنايا اللباس.
إن فن تدمر نجده في نموذج آخر للفن المسيحي، وأعني به أيقونة قبطية من القرن السادس ميلادي تمثل السيد المسيح والقديس ميناس (متحف اللوفر)، ففي الوقفة ونسبة الرأس إلى الجسم وفي الأيدي والثياب وتعبير الوجه ما يذكر بنماذج تدمرية من القرن الثاني الميلادي. وقد أثبت الأستاذ الأب بيير دي بورغيه إن فن تدمر في القرن الأول والثاني وكان من روافد الفن القبطي.
مثال آخر عن أثر الفن التدمري في الأيقونة ساقته لنا الدكتورة فرناندا دي مافي أستاذة تاريخ الفن في جامعة الحكمة في روما، وكانت قد ألقت بحثها المسهب من على المنبر في ندوة الأيقونة السورية سنة 1987.
كان هناك جدل بين الباحثين حول المصدر السوري لأيقونة القديس سرجيوس وباخوس (من طور سيناء) فعمدت السيدة دي مافي إلى قطع الشك باليقين على المنبت السوري للأيقونة وأن فنها متجذر في فن تدمر (ونذكر الأدلة التي قدمتها في منشور مستقل).
واعتاد الباحثون ربط الأيقونات بالصور الجنائزية التي من الفيوم في مصر، إلا أن الصور التدمرية ليست أقل تماشيا مع مفهوم الأيقونة. وتختفي الصور الجنائزية في تدمر بعد القرن الثالث بينما لا تظهر صور الفيوم إلا اعتبارا من القرن الرابع.
وتؤرخ السيدة دي مافي أيقونة القديسين سرجيوس وباخوس في القرن الخامس أو السادس للميلاد.

من القرن الرابع حتى الثامن:
نجد في سورية من القرن الرابع حتى الثامن أيقونات هي صور منقوشة على حواجل الزيت المقدس وعلى تذكارات وطبعات الخبز الأشياء التي كان يحملها الحجاج معهم بعد زيارة قبور الشهداء والقديسين التي انتشرت من فلسطين حتى شمال سورية.
إن ما يلفت النظر في الرسوم المنقوشة على تلك الآثار  أنها تتبع برنامجا أيقونوغرافيا يكاد يكون نفس الذي وصل إلينا عبر الأجيال. والعالم أندريه غرابار إذ يتساءل عن ذلك الكمال الايقونوغرافي ويعتبره قفزة نوعية بالنسبة إلى صور الدياميس في القرنين الأول والثاني لا يجد تفسيرا سوى أن فن دورا أوروبوس قد توسط التهيئة لهذا الشكل الأيقونوغرافي المكتمل.

من مقال بقلم : الياس زيات
ندوة مجلة الفكر، آذار 1990



خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء

:)
:(
=(
^_^
:D
=D
=)D
|o|
@@,
;)
:-bd
:-d
:p
:ng
:lv
شكرا لتعليقك
Loading...