وهم الاستقلال
لقد أعجبت سايكس بيكو حكومات المشرق العربي، لذلك فهي في تطور مستمر ،في ظل حكومات غاية طموحها أرصدة لا حصر لها في بنوك العالم وقصور وعروش...
وأصبح أقصى مطامحها يقتصر على خلع نير ولبس نير آخر
وتنتقل بكل أسف من حضن لحضن ،ومن استعمار لاستعمار .
إن تلك الدول الأجنبيةالطامعة لا تؤمن بحرية شعوبها فكيف تؤمن بحرية شعوبنا.
لنحذر من الخداعين الذئاب الخاطفة اللابسة جلود الحملان لقد خدعنا مرات ومازلنا...
عندما جعلوا الحلفاء العرب، صحنا دسما سمينا في وليمة فرسايل، فكانت طياراتهم تلقي القراطيس الملونة مخطوطة بعبارات معسولة التحرير الكامل النهائي للشعوب بإقامة حكومات مستمدة سلطتها من اختيار حر .
إن كل استقلال لا يستحق اسمه... إذا لم تكن البلاد هي المالكة الحرة لموارد الخير وتكون حرة التصرف لاترعى امتيازاً أو استثماراً أجنبياً أو داخلياً والذي غالباً يكون أخطر من الاستعمار الخارجي وشبيهاً به حيث تنقل موارد البلاد إلى بنوك العالم وتبقى الشعوب العربية تحت خط الفقر بسبب سياسة القمع والفساد.
الاستقلال الذي يستحق اسمه هوتمكين الشعوب من إدارة مواردها بكل المجالات الصناعية والتجارية والزراعية وتحقيق مستوى لائق من المعيشة والثقافة والتعليم
المشرق العربي المجزأ إذا لم يتميز بهذه الشروط ويتحد فهو ليس مستقلاً ونلاحظ ذلك من خلال هيمنة الدول الأجنبية بشكل كامل فبات كل قطر له أب روحي قابع تحت مظلته
ونلاحظ أيضابأن كل قطر عربي قد قصر اهتمامه على نفسه وأبى أن يهتم بأي بلد آخر مما يعطي إذناً مفتوحا للمستعمر وانحراف واهي خطير وأبعد ما يكون عن الاستقلال
وسواء قصدوا أم لم يقصدوا فهو استعمار يقوم على مبدأ فرق تسد.
والسبب معروف لأن الاستعمار يدرك قوة الشعب العربي وهو متحد ويدرك أيضا أن لاغنائم له إن اتحد....
بتصرف من كتاب رئيف خوري معالم الوعي القومي
وطنناأكبر أضحية في التاريخ لمصلحة من؟؟
من كتاب رئيف خوري
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء