الشاعر علي الجندي
ولد في سلمية عام 1928.
درس الإبتدائية في مدينة سلمية والإعدادية والثانوية في حلب وكان قارئاً نهماً يقرأ كل ما كان يصله .
تخرج من جامعة دمشق - قسم الفلسفة عام 1956.
عمل في حقل الصحافة الثقافية مابين دمشق وبيروت.
وعمل في دائرة النصوص في الإذاعة والتلفزيون ونائباً لرئيس اتحاد الكتاب العرب وقد كان أحد مؤسسيه كما عمل في تدريس اللغة العربية والفلسفة، فضلاً عن عمله في الترجمة عن الفرنسية دون أن يحترفها.
مؤلفاته:
1- الراية المنكسة - شعر - بيروت 1962.
2- في البدء كان الصمت - شعر - بيروت 1964.
3- الحمى الترابية - شعر - بيروت 1969.
4- الشمس وأصابع الموتى - شعر - بغداد 1973.
5- النزف تحت الجلد - شعر - اتحاد الكتاب - دمشق 1973.
6- طرفة في مدار السرطان - شعر - اتحاد الكتاب - دمشق 1975.
7- الرباعيات - شعر - بيروت 1979.
8- بعيداً في الصمت قريباً في النسيان - شعر - بيروت 1980.
9- قصائد موقوتة - شعر - بيروت 1980.
10- صار رماداً - شعر - اتحاد الكتاب - دمشق 1987.
11- سنونوة للضياء الأخير - شعر - بيروت 1990.
كما صدرت أعماله الكاملة في دمشق مؤخراً ..
توفي في 7 آب 2009 ودفن في سلمية.
بقلم الأديب محمد عزوز
و ضمن فقرة كتاب سلموني خلال ندوة الأربعاء الثقافي بتاريخ 11 تشرين الأول 2017 بعنوان « قصائد موقوتة – مجموعة شعرية للشاعر المرحوم علي الجندي»، قال الأستاذ الباحث علي م. أمين علي أمين :
في الغلاف الأخير للكتاب، كتب الشاعر المرحوم ممدوح عدوان واصفاً الشاعر علي الجندي:
( هذا رجل ينضح شعراً. ويضيق به كما يضيق بتعرفة الشعر الذي يتسرب منه، في هذيانه الجميل يحمل وجعاً مضنياً لا يشبهه إلاّ الوجع الذي تحسّه أمام الجمال الأخّاذ الذي يستعصي عليك.)
ويقول ممدوح أيضاً: هو من جيل الرواد ومن جيلنا الستينات ومن جيل الثمانينات. طاقة هائلة من الحزن والشهوات المكسورة تتفجر قصائد موقوتة ومباغتة ومبهجة، فمع كل تفجّر تحس بالسعادة لآن هذه الحياة المرذولة ما تزال تضم زاهداً مثل علي الجندي.
يقول علي الجندي في الصفحة الثالثة، الأولى بعد الغلاف : كل هذه القصائد كتبت ما بين 1968-1972، ولكنه كعادته تأخر في إصدارها حتى عام 1982.
تعتبر الفترة التي كتبت فيها قصائد هذه المجموعة من الفترات العصيبة في التاريخ العربي الحديث، فهي الفترة التي أعقبت نكسة حزيران، التي أثـّرت في إنتاج الأدباء جميعاً، حيث أصيب العرب بخيبة أمل كبيرة نتيجة هزيمة 67، فانعكس ذلك على شعر الشعراء أو كتابات الآخرين. ومن هنا نجد أن معظم هذه القصائد تمتلئ بالحزن ، والخيبة، والإحباط ، ولكن نجد في قسم منها بصيص أمل في أن تكون هناك قيامة عربية في زمن ما.
ومما زاد في الإحباط طعن المقاومة الفلسطينية من قبل عملاء إسرائيل في أيلول الأسود في الأردن. ففي قصيدة الموت في الضفتين، يقول:
«صار النهر طريقاً نحو جحيم الحرية ..
يعبره اللاهث والخائف والجائع والعطشان
المتعب والمطعون من الخلف
مياه النهر غدت دموية » ص12
وعن الوطن الذي أحبه علي الجندي يقول:
«وطني صار ملفا حائل اللون على طاولة التاريخ
آه يا أحبائي البعيدين .. وأمجاد بلادي
لم تعد غير عتابا وربابة..
يتبكاها الحزانى في نهايات الليالي..
تنتهي قبل ظهور الصبح دمعاً وسحابة
صارت الأسماء والأفعال في قاموسنا
أحرف عطف وفواصل
وعظام الفتية الأحرار صارت
في فيافيها مكاحل»
ويقول :
«آه يا أحبائي الحزانى
عائد يا وطني في قاربي البائس
لا راية، لا صارية .. لا شيء إلاّ الثلج، والحزن
وموسيقا وموسيقا وموسيقا..» ص 25
هكذا ينتشر الحزن في معظم قصائده ، ففي قصيدة الخنجر في الظهر يقول :
« كيف ألقاك وفي ظهري منذ الساعة الأولى
التي همت على شطآنك الحمراء خنجر ؟!
كيف أجتاز إليك الخوف والغدر وصحراء العيون
وأنا منذ صباح الحب مازلت على ذكراسمك أسكر
وأنا
كلما فكرت في دمعك ، أو في يتمك الدائم
في يتمي وجوع الناس، خوف الأهل
والأصحاب .. أكفر»
ولكنه يقول :
« يا سامعين ندائي
أفيقوا، أفيقوا من الحلم
وشم الغزاة على جيد فاتنتي
وشمهم فوق سرّتها .. آه
من يسمع الصوت، يرجع الصوت قاتل»
وفي قصيدة الوطن تراب المحبين يقول:
«وننزل للأرض مرّة ..
سكارى بلا هدف أو مسرّة
سننزل حتى نموت على الأرض
حتى نموت .. نموت
فتغمر أجسادنا الأرض .. حرّه »
هذه هي القصائد الموقوتة وإن كانت تذخر بالحزن والخوف .. إلا ّ أنها لم تعدم الأمل فالأرض ستغمرنا وهي حرّه.
قيل في علي الجندي :
قمر يجلس قبالتك على المائدة ( منذر المصري)
القديس الخمري .. شاعر الزمن الأخير ( جمال باروت)
الروح القلقة والشاعر المجاز ( فيصل دراج )
وأخيراً علي الجندي نكس الراية الأخيرة وانحاز للغياب ( زيد القطريب )
وعلي الجندي قال : ليكن لي مستراح أخير في جهة التراب المجاور للروح ...
فهل استراح أم ما تزال روحه قلقة . رحمه الله ...
منقول
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء