pregnancy

الشباب أساس المجتمعات ومرتكز الحضارات




الشباب أساس المجتمعات ومرتكز الحضارات

.......................................................................................

يُعدّ جيل الشباب من أهم مكونات المجتمع والدولة على السواء، ذلك أنهم يمثلون القوة والحيوية التي تتطلبها المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية وسواها من مجالات، ولا يمكن لغير الشباب الاضطلاع بها، بحكم مرونة الفكر والتفكير التي يتميزون بها والرغبة القوية في البحث والتقصي باتجاه المعرفة، إضافة إلى سرعة التعلّم والاستيعاب، وبالتالي سرعة اكتساب المهارات المطلوبة.

لذا، يحرص خبراء العلوم الاجتماعية والنفسية على أهمية بناء الشخصية الوطنية التي تؤمن بقيم التوازن والتناغم والعطاء، وضرورة الأخذ بيد الطاقات الشبابية الواعدة، وتوفير الرعاية التي تدعم الجهد الخلاّق والعطاء المتجدد.

وانطلاقاً من هذا، نجد أنه يقع على عاتق المسؤولين عن الجانب التربوي والتعليمي رسم الاستراتيجيات التي تُنمّي في الشباب الميل التلقائي للبحث عن المعرفة بجوانبها المُتشعبة، ذلك أنّ ميولهم وطموحاتهم المُتجددة تُمثّل المحور الأساسي في عملية البناء والتنمية بأبعادها العلمية والفكرية … الخ.

فحين تُجيد الحكومات استغلال تلك الخصائص الشبابية، فإنها تسعى بالتأكيد لخلق البيئة والمناخ الملائمين لكل ما يحتاجه الشباب خلال بناء الشخصية واكتسابها المهارات المطلوبة والمرغوبة من قبل الشباب أنفسهم، وبناءً عليه ترسم تلك الحكومات خططها واستراتيجياتها البعيدة والقريبة المدى من أجل إنجاز مهامها الملقاة على عاتقها، استناداً إلى الشباب الساعي للعمل والعطاء وإثبات الذات، سواء من خلال إفساح المجال أمامهم في البحث العلمي الجاد، أو بتقديم كل التسهيلات المطلوبة ليكونوا حاضرين بقوة في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية خاصة، إذ من المفترض أن يكونوا مساهمين في وضع الخطط والاستراتيجيات المتعلّقة بهم أولاً وبالمجتمع ثانياً. حينئذٍ سنجد أن الشباب يندفعون بكل طاقاتهم الفكرية والعضلية والمعرفية، ما ينعكس عليهم وعلى المجتمع تطوراً ورخاءً وازدهار.

كما لا بدّ لنا من أن نُذكّر أنه، في ظلّ ثورة التقنيات والاتصالات، فإنّ حالة الانفتاح غير المنضبط أدّت إلى ظهور الحاجة إلى التواصل مع الشباب سواء من قبل الأهل أو القائمين على وزارتي التربية والتعليم العالي، وهذا ما يستدعي تعاون كل الجهات والمؤسسات المعنية لدعم الطاقات الشبابية القادرة على تحقيق التميّز الذي يضمن السير الحثيث في ركب التطور التكنولوجي والمعرفي، بدل الضياع في مجاهل الفضاء الإلكتروني التي تُعيق التفكير الإيجابي عند الشباب.

ولأننا ما زلنا نعيش حالة حرب مستمرة منذ ثماني سنوات، مثلما نعيش ضرورة بناء ما دمّرته هذه الحرب، هل تعي حكوماتنا أهمية وجود الشباب ودورهم في ذلك، فتُعيد لهم بعضاً من حقوقهم المهدورة على أعتاب البطالة والفساد وإهمالهم المتعمّد في كثير من الأحيان؟!
أ .إيمان أحمد ونوس

شكرا لتعليقك