حضارة الآزتك (٥ )
.......................................................................................
الحياة الاجتماعية والسياسية
كان للأزتيك تنظيم اجتماعي يملك مقومات التطور وله صفة المجتمع العسكري، فكل أفراده مجندون للقتال من أجله، ويتألف المجتمع من طبقتين، تضم الأولى منهما النبلاء والكهنة والتجار وتضم الطبقة الثانية العامة والحرفيين والأقنان، ويمارس الجميع نشاطهم وفق نظام محدد. وللمرأة حقوقها المعترف بها، ويقوم رباط الزوجية على أساس زوج واحد لزوجة واحدة ويخضع لقواعد مقدسة. ويتوزع السكان أحياء المدينة بحسب طبقاتهم ومهنهم. فللتجار أحياؤهم وللصناع المتخصصين أحياؤهم. وكان التجار يحتلون موقعاً مميزاً في المجتمع ولهم علاقات تجارية خارجية مع الشعوب الأخرى. وكانوا في أثناء تجوالهم يقومون بمهمات الاطلاع والاستطلاع.
أما الحياة السياسية فيقوم الملك على رأسها حاكماً مطلقاً يتصرف بمقدرات الدولة ويضطلع بمسؤولياتها ويلقب «زعيم الرجال» Tlacateuhtli وله قداسة الآلهة، ويليه النبلاء وقادة الجيش ومستشاروه وسفراؤه وقضاته. ويساعد الملك أربعة نبلاء يمثلون أحياء العاصمة الأربعة ووزير أول يرمز إليه بالأفعى ويكلف الشؤون الداخلية، كما يساعده كذلك مجلس للنبلاء Petlacaleatl وله صفة استشارية. وينتخب الملك نظرياً من بين أفراد الأسرة المالكة، ولكن المنصب كان وراثياً في واقع الأمر، وينتقل من الأخ إلى أخيه ثم إلى ابن الأخ الأكبر وهكذا.
أنماط المعيشة
الدين
كان للدين أهمية فائقة في حياة الأزتك. وكَرَّس الناس معظم أوقاتهم للعبادة، حتى أنهم كانوا يشنون الحروب، بصورة رئيسية بغية الحصول على أسرى يقدمونهم قرابين لآلهتهم.
عبد الأزتك مئات من الآلهة. وكانوا يزعمون بأن لكل واحد منها سيطرة على حركة أو أكثر من الحركات البشرية، أو على مظهر أو أكثر من مظاهر الطبيعة. ولما كان اقتصاد الأزتك يعتمد على الزراعة كان لشعبهم عدد كبير من الآلهة الزراعية، منها سنتيوتل للذُرة، تلانوك للمطر والخصب، زايب توتك للربيع وإحياء الأرض.
كان للأزتك الكثير من الطقوس الدينية، ويُقام أكثرها أهمية أيام الزراعة والحصاد، ومناسبات أخرى خلال السنة الزراعية. وكان العديد من هذه الطقوس الدينية تهدف إلى ضمان محاصيل وفيرة حسبما كانوا يعتقدونه من عطف آلهتهم.
أَدَّت القرابين البشرية دورًا أساسيًا في معظم الطقوس الدينية. وكان الكهنة يشقون صدر الضحية الحية وينتزعون منها القلب، إذ كانوا يعتقدون أن آلهتهم تحتاج إلى قلوب ودماء بشرية كي تبقى قوية. وكان المتعبدون يأكلون، أحيانًا، أجزاء من جسد الضحية. وربما كانوا يعتقدون أيضًا أن قوة الشخص الميت وشجاعته تنتقل إلى كل من يأكل لحمه. وكان معظم الضحايا من أسرى الحروب أو العبيد، ولكن الأزتك كانوا يضحون بأولادهم لإلههم تيالوك.
كان التقويم الديني عند الأزتك يتألف من 260 يومًا. وقد استخدم الكهنة التقويم لتحديد أيام السعد للقيام ببعض الأعمال، مثل بذر المحاصيل وبناء البيوت والخروج إلى الحرب. كما كان لهم تقويم شمسي يتألف من 365 يومًا. وكان التقويم الأخير يتألف من 18 شهرًا، وكل شهر يتألف من 20 يومًا، علاوة على خمسة أيام إضافية.
كان الأزتك يقيمون احتفالاً كبيرًا كل 52 سنة، يُدعى ربط السنوات أو مهرجان النار الجديدة. وقبل بداية الاحتفال يطفيء الناس مواقد نيرانهم، ليشعل الكهنة نارًا جديدة فوق صدر أحد القرابين عند فجر دورة الـ 52 سنة الجديدة. وكان الناس يقومون بوخز أنفسهم ليضيفوا دماءهم إلى القربان. ومن ثم يشعلون من هذه النار الجديدة، نيران مواقدهم ثانية، ثم يحتفلون.
تقوم ديانة الأزتيك على تجسيد قوى الطبيعة وظواهرها، وقد تأثرت بديانات الحضارات السابقة فصار لها مجمع آلهة وتراث من المعتقدات الناظمة لذلك المجتمع الديني العسكري الذي يقدس الآلهة ويشن الحروب من أجلها. وتضم أهرامات تنوشتتلان وتلتلولكو مذبحين مقدسين، أحدهما للإله هويتز يلوبوشتلي رب القبيلة الأقدم وإله الحرب والصيد، ويمثل في صورة طائر ساحر مع الشمس، وتقدم إليه الأضاحي البشرية في العيد الكبير. أما المذبح الثاني فللإله تلالوك Tlaloc رب المطر والصواعق، وثمة أرباب آخرون لكل منهم وظيفته وفي مقدمتهم كويتزالكواتل Quitzalcoatl رب الرياح والحضارة والعمران الذي أبدع الإنسان والتقويم ونظم الحياة والصناعة، وهو رب الشروق الذي اختفى في الغرب وسيطلع عند عودته من الشرق، وهو الإله الذي ظن آخر ملوك الأزتيك أنه «هرنان كورتز» لأنه جاء من الشرق. ومن الآلهة كذلك تزكاتلبوكا Tezcatlipoca رب السماء وكاتلكو Catlico ربة الأرض ووالدة هويتزيلوبوشتلي وتبدو بثوب ثعابين متداخلة، ومكتلانتشلي Mictlantechelli رب الموت وزوجته مكتيكاكواتل Mictecacoatl، سيدة إقامة الموتى وهوهوتيوتل Huehueteotl رب النار وغيرها كثير، وكلها تتمثل ظواهر الطبيعة كالماء والأزهار والجمال والنبات والخصب، ولكل منهما يوم خاص وشعائر ومراسم غايتها التقرب منها واسترضاؤها. وتقدم الأضاحي من البشر والحيوانات في الاحتفالات الأساسية، وكان لحم هذه الأضاحي يؤكل لدوافع دينية تتمثل في الاتحاد بالآلهة.
يتبع.....ويكبيديا.......
الصورة : توجه القائد نحو عاصمة الأزتيك عام 1519 (تصوير أزتيك من القرن السادس عشر محفوظ في المكتبة الوطنية في باريس )
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء