pregnancy

منطلق الإيمان من حقيقة دفينة في كينونة الإنسان..بقلم الأستاذ جمال صالح جزان








منطلق الإيمان من حقيقة دفينة في كينونة الإنسان 
.......................................................................................

ينطلق الإيمان من حقيقة دفينة في كينونة الإنسان، وتراها تتجلى من خلال منافذ عديدة وعبر سلوكيات إنسانيّة متعددة في الواقع الإنساني، فحتى من لاينظر إليها إيجابيّا، لابدّ وأن ينفعل بها من منطق الاحتياج المتأصّل في الإنسان. 

وهو ما يدلّ عليه واضحا مصطلح (المخلوقيّة)، وإلّم يقرّ به الناس جميعا علانيّة... 
المشكلة الكبرى التي تعانيها الظاهرة الدينيّة تتمثّل في الارتباك الذي كثيرا ما تعانيه العلاقة مع الله سبحانه، بفعل الاضطراب والضيق الذي يعانيه الفرد المؤمن، وانسحاب ذلك بعد ذلك على المجتمع المتديّن عامة. 

من المعروف أن العلاقة الدينيّة عبارة عن علاقة حيويّة تكوينيّة بين المحدود (المخلوق)، واللامحدود (الخالق عزّوجل)، والمفروض بهذه العلاقة أن تتّخذ مسارها الطبيعيّ وفق الاختيار والوعي الإنسانيّ. ولكنّ مستوى الوعي لجوهر العلاقة ،وبالتالي تناغم الخيار مع هذا المستوى، يربك العلاقة وغالبا ما يحرفها عن مسارها التكامليّ الطبيعيّ!!

ومن هنا يتبلور التديّن في صور متشدّدة منغلقة تعمل لتسخيره لصالح فئة أو مجموعة ما، في الوقت الذي تتّسع العلاقة للجميع!  وحتى من يرفضها لايحرم منها على المستوى التكويني الذي لامفرّ منه، بل وعلى المستوى التشريعي أيضا {لا إكراه في الدين}...

بالنظر إلى ماتقدّم لايسعنا إلا أن نقول: إنّ كل ما تجلّى من معاداة الدين تاريخيّا، لايعدو سوى ردّات فعل تجاه التعبيرات المضطربة وغير السويّة لهذه العلاقة المقدسة، ولا يمثّل في حقيقته معاداة لأصل الدين وتوحيد الخالق. يقول تعالى: {قل لئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولنّ الله}.

والجدير بالذكر أنّ العلاقة الأصيلة النقيّة للظاهرة الدينيّة، والتي تجسّد أسمى القيم الإنسانيّة على الإطلاق.... لابدّ لها أبعادها المسلكيّة، وهذه الحقيقة لاتتقبّل أن تكون بنية العلاقات الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة والتربويّة... ذات طبيعة تتنافى وما تقوم عليه هذه العلاقة. 

ولعلّ  وراء هذه النقطة تكمن ضرورة أن يكون التشريع المنظّم لحياة الإنسان متماه وذلك النزوع الكامن في جبلّة الإنسان؛ سواء أكان وحيا؛ أو كان من ثمرات التفكير والعقل البشريين...وإلا، فإن التجاذب سيبقى قائما بين الفردي من جهة، والاجتماعي من جهة أخرى... مع العلم أن الدين الحق يضمن التعامل الرصين الحكيم الهادئ مع واقع التجاذب هذا.

الأستاذ جمال صالح جزان

خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء

:)
:(
=(
^_^
:D
=D
=)D
|o|
@@,
;)
:-bd
:-d
:p
:ng
:lv
شكرا لتعليقك
Loading...