الجامع الأموي (٣)
......................................................................................
الخلافة الأموية
في عام 634، تمت محاصرة دمشق من طرفالجيوش الإسلامية بقيادة خالد بن الوليد، ونجح خالد بضمها للأراضي الإسلامية صلحا. بعد عقود من فتح دمشق، أصبحتالخلافة الإسلامية تحت حكم السلالة الأموية، الذين اختاروا دمشق لتكون العاصمة الإداريةللعالم الإسلامي. وقد كلف الخليفة الأموي السادس، الوليد بن عبد الملك (705–715م) الصناع والمهندسين، ببناء المسجد في موقع الكاتدرائية البيزنطية في عام 706 م.قبل هذا، كانت الكاتدرائية لا تزال قيد الاستخدام من طرف المسيحيين المحليين، ولكن قد تم تشييد غرفة صلاة (المصلي)للمسلمين في الجزء الجنوبي الشرقي من المبنى. الوليد، الذي أشرف شخصيا على المشروع، أمر بهدم معظم الكاتدرائية، بما في ذلك المصلى، وتم تغيير تخطيط المبنى تماما، ليستخدم كمسجد كبير لصلاة الجماعة لمواطني دمشق ومعلما دينيا لمدينة دمشق.احتج المسيحيون على هذه الخطوة، وردا على هذا احتجاج أمر الوليدبإسترجاع جميع الكنائس المصادرة الأخرى في المدينة إلى المسيحيين كتعويض.واكتمل بناء المسجد في عام 715 م، بعد وقت قصير من وفاة الوليد، وخلفه سليمان بن عبد الملك (715–717م) في الحكم..
ووفقا لمؤرخ القرن العاشر ابن الفقيه، تم إنفاق ما بين 600 ألف و 1,000,000 دينار على المشروع، وقد اشتغل به حرفيون أقباط، فضلا عن عمال فارسيين وهنديين ويونانيينومغاربة الذين يشكلون الجزء الأكبر من القوة العاملة التي تتألف من 12 ألف شخص. ويذكر ابن الفقيه أيضا أن العمال وجدوا مغارة تعود للكنيسة البيزنطية أثناء بناء المسجد، وكانت هذه المغارة تحتوي على صندوق يوجد به رأس القديس يوحنا المعمدان حسب المعتقد المسيحي، أو النبييحيى بن زكريا في الإسلام. فأمر الوليد بتركه على حاله، وجعل عمودا قائما على المغارة كعلامة مميزة ثم وضع فوقه تابوت عليه اسم النبي يحيى.
في أعقاب الانتفاضة التي أنهت حكم الأمويين عام 750م على يد العباسيين، وأصبحت الخلافة الإسلامية تحت حكمالسلالة العباسية الذين قاموا نقل عاصمة الخلافة من دمشق إلى بغداد. وبصرف النظر عن موقع دمشق الإستراتيجي والتجاري، لم يكن للعباسيون مصالح في دمشق. وبالتالي، فإن المسجد الأموي قد عانى في بداية حكمهم، مع القليل من نشاط البناء المسجل بين القرنين 8 و 10 .ومع ذلك، فإن العباسيين نظروا للمسجد ليكون رمزا رئيسيا لانتصار الإسلام، وبالتالي نجا المسجد من منهجية القضاء على تركة الأمويين في مدينة دمشق. .وقام الفضل بن صالح بن عليالحاكم العباسي في دمشق، ببناء قبة في القسم الشرقي من المسجد في 780م .وبعد تسع سنوات، بدأ بتشييد قبة الخزينةبغرض إدخار أموال المسجد و جاء في مذكرات الجغرافي المقدسي، أن العباسيين قاموا ببناء المئذنة الشمالية ( "مئذنة العروس" ) من المسجد في عام 831 في عهد الخليفةالمأمون (813-833) وقد أمر المأمون بإزالة و استبدال النقوش الأموية في المسجد. بحلول القرن 10م، تم تركيب ساعة ضخمة عند المدخل في الجزء الغربي من الجدار الجنوبي للمسجد ( باب زيادة ) ويبدو أن هذه الساعة قد توقفت عن عملها بحلول منتصف القرن 12م.
أصبح الحكم العباسي على بلاد الشام متداعيا خلال القرن 10، وفي العقود التي تلت ذلك، أصبحت بلاد الشام خاضعة لحكم الأمراء المحليين، وكانت تابعة للخلافة العباسيةاسميا فقط. وفي عام 970م، قام الفاطميونمن مصر، بغزوا دمشق، وأجرى الفاطميونبعض التحسينات المسجلة للمسجد. وسمح لسكان دمشق بممارسة مذهبهم السني داخل الجامع الأموي في سكان، وتمكينهم من الحفاظ على الاستقلال النسبي من السلطة الدينية الفاطمية الشيعية.وفي 1069، تم تدمير أجزاء كبيرة من المسجد، خاصة الجدار الشمالي، في حريق نتيجة لانتفاضة سكان مدينة دمشق ضد الجيش الفاطمي بسبب الإعتداءات من طرف الثكنات الفاطمية في حق سكان دمشق.
يتبع
الصورة : القبة التي بنيت عام ٧٨٠م
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء