pregnancy

الأيام الثقافية لشهر يونيو 2019- أيام الروائي الجزائري الكبير واسيني الأعرج




الأيام الثقافية لشهر يونيو 2019- أيام الروائي الجزائري الكبير واسيني الأعرج
.......................................................................................

  لمحة عن روايته الشهيرة (شرفات بحر الشمال)

صدرت عن دار الآداب في بيروت رواية للكاتب الجزائري المقيم في أوروبا واسيني الأعرج بعنوان "شرفات بحر الشمال" في 319 صفحة.

وينقل الكاتب في روايته صور عالم من الموت المجنون والخوف وإبادة الفكر والفن بتصميم غريب يثير القشعريرة إذ يبدو العمل أقرب إلى قصتين اثنتين تطرحان تساؤلا: أي منهما هي الإطار الأساسي، لكن الظلم يشكل جامعا مشتركا بينهما.
وتصور الرواية عالمين: عالم الموت والقتل الذي شهدته الجزائر حيث يصف فيه "المفجع اللامعقول والمرارة والخيبة" عندما يسرد بصورة حية مؤثرة حالة الشعور بالاختناق الكابوسية وعبث القتال وعدم القدرة على تصديق ما يجري, وعالم آخر صبي في مشاعره وتصوراته وتجاربه يغص فيه البطل بوطنه ويشعر أن جروح نفسه قد تصبح أشد ألما عندما يجد نفسه وقد ذبحه وطنه، يعامل في بلد غريب بتقدير ومحبة.
ويستمر الأعرج في سرد روايته, ففي الجزائر قبل السفر يصمد بطل روايته ياسين ويصعب عليه مغادرة بلده كما فعل ألوف من رجال الفكر والأدب والعلم والفن هربا من الإبادة التي ذهب ضحيتها ألوف من الأبرياء، لكنه حينما يخيم الموت على شوارع المدينة وأزقتها لا يجد غير السكوت.
وتتساءل الشخصية: لماذا تصر أوطاننا على الموت والرماد؟ إشارة إلى مقبرة المتروكين والمنسيين في أمستردام والتي تمثل المثوى الأخير لمئات من الجزائريين والعرب الآخرين المشردين عن بلدانهم الذين ماتوا في أرض بعيدة وفي صمت وغربة.
وسيطر على الكاتب في أجواء روايته عامة يأس وقرف يعاني منهما من رافق عهود النقاء والأحلام الكبيرة وحقوق الإنسان، وشاهد كل ذلك يتحول على طريقة الدكتور فرانكنشتاين إلى مسخ رهيب. لكن الأعرج عندما يصف بغموض قسما من التفاصيل والأحداث أو يروي حدثا ماضيا قد لا تتوافر معرفة خلفيته لجميع القراء يصبح محليا رغم إنسانية عمله وقد لا يفهم قوله القارئ العادي.

* مقتطفات رائعة من رواية شرفات بحر الشمال
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
الحب عندما يتضاءل بين شخصين يحتاج الى شيئين حادين ..
اما هزة عنيفة تعيد له وهجه الكبير ..
او الى بتر شجاع للعلاقة يقبل فيها الطرف الاكثر حساسية 
التنحي من المشهد وتحمل القدر الاكبر من الخسارة
-----------------------
احيانا نظن انفسنا اننا بالفعل نحب بل ونعشق بصدق ولكننا فجأة .. بفعل الخيبات المتكررة .. ندرك اننا نتمرن على تحمل شيء مجهول فينا .. فنقضي العمر او الجزء الاهم منه في التفتيش في دواخلنا المزدحمة عن مكان صغير نخبىء فيه الذين نحبهم في متحف القلب المفتوح ابداً .. نمضي وقتا لا يستهان به في البحث عن ارقى السبل للحفاظ على الاطار والصورة . .لاننا عندما ندخل بالصدفة متحف القلب نجد اشكالا متعددة من الاطر .. التي ما يزال اصحابها يشعون فينا . .ونجد الاطر المشروخة والاطر الفارغة تماماً والمتشابهة لاناس جرحونا وانسحبوا .. فخرجوا من تلقاء انفسهم .. نحاول عبثاً ان نسترجع صورهم لكن البياض قاس وننسى فجأة ان القلب مثل الذاكرة .. حقود لا يحتفظ الا بصور الذين لهم مكان فينا .. اما الذين جرحوه فيحولهم الى بياض ثم يمحوهم نهائياً .. ويحرمهم حتى من مصير اللوحات المسروقة التي تجد مع الزمن من يشتريها ويعيدها الى مكانها الاصلي
--------------------
عندما نستعد لاستقبال الحب .. نخسر سحر المفاجأة .. وحدها المفاجأة تهزنا .. 
--------------------
صدقني .. نحن لا ننسى أبداً .. ولكن نغمض أعيننا قليلاً لكي نستطيع ان نعيش
--------------------
الانسان عندما يُضيع ثقته بنفسه . .يضيع كذلك ثقته في الناس
-----------------
العالم عندما يخلو من السخرية يشيخ بسرعة ويختنق
-----------------
جميل ان نعشق 
جميل ان نحب وطناً ..
والاجمل من كل هذا ان نحس اننا صرنا موضوعاً 
للعشق لاناس لم تجمعنا بهم الا صدفة الابجديات الضائعة
-----------------
هكذا نحن ... 
يوصلنا صدقنا دائما متأخرين ..
وعندما نصل يكون الخطأ حليفنا في النهاية
-----------------
لماذا الناس هكذا ؟
كلما احببناهم ازدادوا ضرواة وتنكراً .. 
هل علي ان اكره لأزداد قرباً من الآخرين
------------------
الوحيدون في هذه الدنيا الذين يتحملون ثقل الحياة ..
هم الذين يواجهونها بمزيد من الغباء واللامبالاة
------------------
الانسان عندما يعشق بصدق ..
يقبل على الموت بشهية مثلما يقبل على الحياة ..
يختلط عليه الامران . 
لا يعرف أين يبدأ الاول وأين ينتهي الثاني
--------------------
نحن هكذا .. لا نترك وطناً الا لنتزوج قبراً في المنفى
-------------------
لا نستطيع ان ننسى الا اذا فتحنا الجروح القديمة واستمعنا الى أنينها الداخلي
------------------
عندما نريد ان ننسى دفعة واحدة علينا ان نتعلم كيف نتفادى النظر الى الخلف حتى لا نُجر الى نقطة البدء فكل التفاتة هي محاولة يائسة للبقاء
------------------
نحن هكذا كلما وضعتنا الدنيا محل اختبار ازددنا تضامنا مع اوجاعنا والتصقنا اكثر بوهم ننشئه من احباطاتنا واشواقنا الضائعة
-------------------
نحن لا ننسى عندما نريد ولكننا ننسى عندما تشتهي الذاكرة والذاكرة عندما تشّرع نوافذها للتخلص من ثقل الجراحات لا تستأذن أحداً
------------------
عندما نفقد حبيباً .. نبحث عن اي سبب ينزع عنا عقدة الذنب التي نشعر بها عميقاً
-----------------
هناك خلل لم يدركه المثقف العربي ..
إما أن يخرج من دائرة الضيق اي من العصر الذي يعيشه 
ويلبس عصر شعبه بقبحه 
و تخلفه او يظل يصرخ في بحر ناشف
ويقبل موته الهادىء والاكثر عنفا
--------------------
الصدف عندما تتكرر تصير متعبة .. لانها تصير قانوناً
-------------------
اصعب موت ليس الموت ذاته 
ولكن أن يذهب كل ما قدمته أدراج الرياح
--------------------
نحن في حاجة الى منح انفسنا ما نشتهي بواسطة الخيال .. الخيال وحده يدفعنا نحو تحمل موتنا المحتوم لانه وسيلتنا الكبيرة للنسيان
-------------------
الخيبة تعمي صاحبها ..نشتهي شربها ونخافها مثل ماء الحياة وعندما ندمن عليها لا تتركنا الا اذا قتلتنا بأبشع شكل وبلا رحمة
----------------------------
صرنا نكتفي بالافراح الصغيرة لمواجهة الاوجاع التي تحرقنا من الداخل كالحطب اليابس
من فرط اصرارنا على الحياة ما زلنا نتخيل اننا نملك القدرة على الحب وعندما يضيق القلب نوسعه قليلاً مثل حقيبة الغريب ولو ادى بنا ذلك الى تمزيقه بعض الشيء ليستوعب قدراً آخر و مزيداً من الاوهام
من عدة مصادر
شكرا لتعليقك