pregnancy

( البحث عن الإنسان)





  البحث عن الإنسان
.......................................................................................

" نحن في عالم ليس لنا الا خرم الابرة نبحث     فيه عن الانسان " 
                                                                     "كل محاولة لجعل البشر والانسان متماثلين هي خيانة لقانون التطور... د . برونوفسكي 

           الفيلسوف اليوناني ديوجين ( 413-327 ق .م ) شوهد يوما يتجول في شوارع أثينا في وضح النهار  يحمل فانوسا مضاء فاحتار مشاهدوه في أمره و كُثُرٌ ظنّوا أن فيلسوفهم  قد مسّه الجنون  ولما سُئل عن السبب الذي جعله يحمل  فانوسا مضاء في وضح النهار قال :
" إني ابحث عن الإنسان "!
كم يعصرني الحزن ويمزّقني الأسى لحال ديوجين الذي كان يبحث عن نفسه في زحمة البشر من حوله 
وكم يلفني الحنين لملاقاة هذا المسكين لاقول له لست وحدك المجنون يا ديوجين فأنا اليوم مثلك مجنون لأني بعد أكثر من الفي عام احمل فانوسي باحثا عن الإنسان وكم أرجو ألاّ أكون آخر المجانين .
في كتابه " ارتقاء الإنسان " يقول  د. برونوفسكي :
"في البحث عن الانسان وارتقائه لا حدود  ولا فواصل بين الفلسفة و التاريخ و العلم فهمّهم  جميعاً توريث الاخلاق اعترافاً بتميزٌّ الإنسان وروعة عقله المرن "
ونسأل : لماذا البحث عن الإنسان ؟!
يقول غرامشي((الإنسان في هذا التاريخ مغيًبُ رغم انهًّ عصبُ الحياة  وصانع التاريخ ))
و يقول برونوفسكي ((كيف لا يُهمًّش الإنسان  اذا كان هم ُّ  الحكومات  حشو َ العقولِِ بتاريخ البشر!!!!
نعم منذ مليون عام ظهر البشر على وجه الأرض وعمرُ الإنسان لم يتجاوز عليها  عشرين  ألف عام ومخطئ من يظنُّ  أنً البشر هو الإنسان  رغم أن اكثر لغات العالم لم تفرِّق بينهما متجاهلهً كلًّ الأسانيد اللغوية  و الفلسفية و العلمية  التي تؤكد ان الأنسان غير البشر
جاء في لسان العرب لابن منظور(( الانسان معروف ويعني آدم و الإنس هو البشر وجمعه الأَنَسَ وهم بنو آدم والبشر الخلق  ذكراً وأنثى  مفرد ومثنى وجمع ))
ويقول الرازي في مختار الصحاح :((الإنس البشر والبشر الخلق ))
وجاء  في المنجد في اللغة و الأعلام ((الإنسان البشر و البشر الخلق ))
اما المعجم الوجيز الصادرعن مجمع اللغة العربية  في القاهرة فيقول:( الإنسان  هو الكائن الحي المفكرّ والإنسانية  خلاف  البهيميًّة  وهي جملة  الصفات التي تميِّز الإنسان عن جملة  افراد النوع البشري       والبشر الخلق ) نعم شتّان ما بين البشر و الإنسان  والمؤكِّدات كثيرة : منذ 2400   عام قال سقراط :
(لا يستحقٌّ البشر اسم الإنسان إلا إذا وعى القوانين  العامة  التي تربطه بما حوله  واستخدمها في تغيير قواعد السلوك  السائد في مجتمعه )
ومنذ ألف عام قال ابن مسكويه :                                                                                                         
(أهمُّ وجوه الاختلاف بين البشر والانسان أنًّ البشر مطبوعُ على الكذب والاستعباد وغاية الإنسان القضاءُ عليهما وكون الإنسان هو الارقى تجده يحاول الاخذ بيد البشر علًّهُ يتخلىّ عن طبعه المقيت)  
و نسأل ابنَ مسكويه عن هويّة الإنسان فيقول :
(الحرّ فقط هو الإنسان والحرّ لا يطلب اكثر مما يستحقّ  ولا يأخذ اكثر مما يستحقّ ولا يعطي احدا شيئاً اكثر مما يستحقّ ولا يبخس احداً  شيئاً مما يستحقّ )
وبهذا المقياس المجنون فقط يبحث عن الانسان .
للتوضيح فقط  أقول : الناس في هذا العالم كُثرُ لكنهم مهمّشون  منذ آلاف السنين لأن البشر ما  زالو إلى يومنا هذا يُحكمون السيطرة على هذا العالم ويتحكًّمون برقاب الأحرار و الشواهد كثيرة نختار منها  ما قاله ابن  مسكويه  لابن العميد  وزير ركن الدولة البويهي  منذ ألف عام قال :
(حين تختصر مسؤوليتكم  في تو فير الماء و الغذاء لنا ثم تكُموُّن أفواهنا فنحن بمقياسكم قطيع ليس اكثر لقد سددتم علينا كلًّ المنافذ وسيًّدتم علينا كلًّ الوحش وليس هكذا يعامل الإنسان  نعم...... منذ آلاف الاعوام كان يَعُزُّ على الإنسان  ان يُعامل كالبهائم  فما بالكم  لو نُشِرَ اليوم ابن  مسكويه و امثالهُ وشاهدوا إنسان اليوم  يلتمس الرفق به كأضعف البهائم تُرى ما سيكون خطابهم  لسلاطين هذا العالم ؟:
الجواب عند الياس  مرقص  الذي قال منذ عشرين عام 
(منطقياً لا تجوز المقارنة بين البشر والإنسان  لان الإنسان كائنٌ  اجتماعي يدرك كَّل الادراك أنَّه يستطيع الحفاظ على بقائه بمفرده لكنَّ الحفاظ  على كرامته مرهون بمجتمع ذي كرامة و البشر ابداً ابعدُ الكائنات عن الكرامة )
وقبل مرقص بألف عام  قال ابن مسكويه 
(حتى قطعان الماشية مقضيٌّ عليها لا محالة إن لم يتحلًّ رعاتها بأفضل  الاخلاق )فمن اين نأتي للبشر بالاخلاق ؟؟
الأخلاق لا ترتقي بالبشر الى مرتبة الإنسان الا في مجتمع آمن حرّ وانتم ترون كما أرى الأمن سائّد اليوم في هذا العالم  فلا حروب ولا دمار ولا جوع  لا إفقار ولا سجون  ولانظار ولا مستغلِّين ولا قُهَّار ولا انتهازيين ولا شُطَّار !!
و الحريَّةُ كذلك متوفرة للجميع  بالقسط والميزان فسقف حريّة الحيوان أن يأكل و يشرب وسقف حرية البشر أن تُسَخّر له كل 
مُقَدَّرات هذا الكون  ليضمن بقاءه  ولعلّه يشبع ولن يفعل ولهذا شعاره  استغلال  غيره وهذا سقف حريته اما الإنسان وما اجمله اذ يرى سقف حريته في محبَّة غيره و فعل ما امكن من الخير له ولغيره مادّاً يد العون  لكلَّ من يبحث عن السعادة  له ولغيره و سلاطينُ عالمنا اليوم   متعاونون فقط لمنع الاحرار من التنَّفس  ومنع الاخيار من عمل الخير  ومنع الإنسان من بناء مجتمع لا انتهاز فيه ولا استعباد . أعرفتم الآن كيف ولماذا تُقبَرُ الحضارات؟؟؟! 
لأنَّ هذا العالم محكومٌ بشرعية البشر الكذب والاستغلال  و كلاهما يدمرِّ التعاون البنَّاء فمن يبغ مجتمعاً إنسانياً وجب عليه القضاء على شريعة البشر مع الاخذ بيد  البشر وانسنتهم  وهذا ليس مستحيلاً إذ يقول د/ برونوفسكي :
(( علينا أن ننزع من عقول البشر الثابت والمقدّس والمطلق  و نزرع فيهم المعرفة والحكمة لتصحو في عقولهم  فلسفة القيم الراقية فيرتقون الى مراتب الإنسان))
 ويقول ابن مسكويه:
((البشر لا يِِحبُّ الا نفسهُ وليصير إنساناً يجب أن يحبًّ غيره فالإنسان يبحث  اولاً عماّ يحبٌّ في غيره  حتى لو كان عدوًّه لأنًّ كمال الإنسان جزءٌ تمامهٌٌ عند غيره. ولن يصير البشر إنساناً الا اذا وعى أن الحقًّ ناتج  الواجب فلو أدى كل فردٍ واجبه كاملاً لما ضاعت حقوق الناس و((لو)) هذه تقتضي أفضل الأخلاق ))
نعم هذه الحقيقة ليست جديدة فنهضة الصين الحديثة ساندتها ثورة انطلقت من تعاليم كونفوشيوس التي جعلت الشعور بالواجب سابقاً على المطالبة بالحقوق فضمان ُ حق الجماعة  يكون بقيام الفرد بواجبه أولاً وهذا هو الاساس الأقوى لبناء العقل الجمعي الذي يُعَدًّ الركيزة الخلاقة لبناء المجتمع الإنساني 
ويقول ابن مسكويه :
(بالقيام بالواجب يتحقًّق العدل  فالعدلَ العدلَ حتى لو اضرَّ عدلك بك  وإن عدلتَ فأنت الإنسان ) 
ونسأل مسكويه ؟: هل البشر إنسان " يقول:
(الإنسان افضل الموجودات و اشرفها ويجب أن يعلم أنَّ اسم الإنسان  قد يقع على افضلهم وعلى ادونهم إلاّ أن ما بين هاذين الطرفَين  من التباين  أكثر مما بين كلّ متضادَّين  من البعد ورغم أنَّ العقل يجمع بينهما إلا أن العلم والضمير  الحيَّ هما الحد ُّ الفاصلُ بين البشر والإنسان وليس كلُّ ذي عقلٍ إنسان )
نعم بالعلم والأخلاق يُصَانُ العقل فيكونُ كمال  الإنسان فكلاهما  يكمِّل  الآخر فالعلم بلا أخلاق يكون ناقصاً والأخلاق بلا علم يكون مستحيلاً  لأن العلم مبدأ والأخلاق تمامه ) 
 إذاً ليس صعباً أن يصير البشر إنسان ومن يُنكرُ ذلك يكونُ خائناً لعبقريته دارون  ويشهد على ذلك  ما قاله غرامشي :الناسُ بشر متطوِّرون وزاد عليه برونوفسكي قائلاً: (( بفعل التميُّز والارتقاء )) وقبلهما قال ابن مسكويه : بفضل العلم والأخلاق 
إذاً.. حين كانت علوم الناس  بقدر أخلاقهم  ارتقَوا وتمًّيزوا عن البشر أما اليوم و يا حسرتاه فقد جاع العلم  و أكل الأخلاق  لابل مات العلم  جوعاً إذ لم يجد في عالم اليوم ما يشُبعُة من الأخلاق  نعم ..منذ أكثر من ربع قرن  سُئِلَ مدير كلية الشرطة في لندن  عن السبب الذي جعلة  يقبل بتدريب الكلاب في الكلية  فقال: (( صحيح أن تدريب الكلاب يُكَلفِّنا الكثير لكننًّا  نضمنُ النتائج  فالكلب يتمتًّع بمزايا  قد نحتاج الى آلاف الجنيهات لنبعثها  من جديد في الافراد الخاضعين  للتدريب ذاته كي نضمن نتائج  طيبة و مُرضية  و نسأل : لٍِمَ فضًّل هذا البريطاني التعامل مع الكلاب على ابناء جنسه  ارجو الا اكون مخطئاً فأقول : لأن اكثر ابناء جنسه اليوم لم تضمر أخلاقهم فحسب  بل تلاشت فيهم  مزايا  ما زالت تتحلى بها الكلاب ))
 ونسأل : وما الذي يحول ُ اليومَ  بين البشر وأنسنَتهم   في عالمنا  العربي على الاقلّ لننزعَ عنَّا عباءة  التخلفُّ  ونساير حضارة  الانسان وبكل الحسرة والاسى يفُاجئُي الجواب ُ مثبتاً بالأرقام الواردة في تقرير اليونسكو  اواخر عام 2004 اذاجاء فيه :
في العالم العربي اليوم اكثر من 200 مليون نسمة  لانفع لهم  في اوطانهم بينهم سبعون مليون أميّ و ثمانون مليون حجاب ونقاب  وأكثرُ  من ثلاثين مليون  ملفّ في قضايا الفساد و الاجرام و أكثر  من خمسة عشر مليون  شهادة  جامعية  مزوّرة  أضف  أليهم الملايين  من المتسكعِّين من الكنائس و المساجد والمقابر يتاجرون بالأنام والكلام 
 وهنا نسأ ل :
من اين لنا بالعلم والأمّيةُ منتشرةً في عالمنا  انتشار النار في الهشيم ؟ من  اين لنا  بالعلم  ومدارس ُ العرب  تَغُصُّ بالفاشلين  من معلميِّن و متعلمين ؟ ثم من اين تأتينا الأخلاق والكذبُ 
رأس الحكمة في مجالس العرب ؟
من أين تأتينا الأخلاق وأطفالنُا تحتضنهم الشوارع والمربّيات الجاهلات ؟
وأخيراً من أين لنا بالعلم و الاخلاق و كلُّ ما حولنا موبوءٌ بالجهل والأنا والنفّاق  و الفساد ؟!كم انتَ مسكينٌ`أيَّها الإنسان  المربوط في قاعة محكمة  السلاطين  المستغلّين و قد أجلت محاسبتهم للابد.. نعم .. نحن في عالمٍ ليس لنا إلا خرمّ الإبرة نبحث فيه عن الإنسان ولكن مهما ضاقت فسحة الأمل سنظل نبحث عن الإنسان وفي كل الميادين  ففي علم الاحياء يرى دارون في كتابه (( اصل الانواع )) ان الحيوان  تطوَّر  عبر ملايين  السنين حتى انتهى الى الإنسان الذي يمثل ارقى انواع الحيوان.. ويقول في كتابه نشوء الإنسان:
ان الانتخاب الطبيعي وسيلة أولية لتطوُّر البشر و بالارتقاء تميَّز  الإنسان عن غيره من الحيوان بالقوَّة الذهنّية والحاسّة الأخلاقية اللتين  جعلتاه إنساناً يختصر المسافات  في عملية التطور )) وفي الفلسفة تأكيدٌ جميلٌ  سابق ٌلما جاء به العلم فقبل  ان يولد دارون  بثمانمئة  عام قال ابن مسكويه: ((كلُّ حيٍّ ذو نفس والنفسُ ذات ُ قوى أدونها النفس البهيمة وأشرفها النفس العاقلة والبشر يصير إنساناً بأفضل هذه النفوس وأشرفها و بها بايَنَ البهائم ))ويتابع قائلا (( فإذا تأمَّلتَ الحيوان فقد تقع على بعضه وقد تجاوز أفق البشر ولكنه لا يصلُ ادنى مراتب الإنسان  فبعضُ الحيوان قد يفضلُ بعض البشر لكنَّ كليهما أحطُّ منزلة ً من الإنسان )) 
واستناداً الى ما سبق يصل د. برونوفسكي الى نتيجة تقول :
(( الإنسان بالمقارنة مع الحيوان هو المخلوق الأكثر ابداعاً وابتكاراً لأنه يعبر عن اعظم مخزون للتطور والتنوع وهذا ما يفتقده البشر وكل محاولة لجعل البشر والإنسان متماثلين بيولوجياً او عاطفياً او فكرياً انما هي خيانة لقانون التطور الذي يقف الإنسان على قمته ))
نعم .... التاريخ يؤكد ان البشر قديماً تطوَّرُ وارتقى وصار انسان وصنع الحضارات  بفضل إقباله على العلم وتوفير  الحرية وتحليه بالقيم الأخلاقية  اما اليوم رغم توفير العلم وانتشار المعرفة والمناداة بالقيم الأخلاقية إلا اننا نلحظ على ارض الواقع انحساراً في المد الإنساني  يقابله طوفانٌ من البشر وهذا حسب ما ارى عائد الى زيف الديمقراطية وخنق الحريات و تهميش الأحرار  اذ الحرية شرط الإنسانية ))
لقد ضاق إنسان اليوم ذرعاً بهذه الحياة محكوماً بشريعة البشر وها نحن على ابواب القرن الحادي والعشرين  وما زال الانسان يتمنى لو تلفح وجهه نسمة حرية او يرفق به  ويعامل في وطنه كما الحيوان في أوروبا !!!
نعم أوروبا الهمج الاوغاد وشذاذ الآفاق فيما مضى من الازمان  أوروبا لصوص البر وقراصنة البحار  منذ اقدم العصور صارت حيواناتهم اليوم افضل من الإنسان  العربي  في وطنه وأعجب العجب اليوم أن زعامات العرب ما زالت تدعي أن الآوروبينِّ قد سرقوا حضاراتنا  وقد كذب المدعون و آن ألأوان لنعرف  اننا كنا نوارس وصرنا دجاج حين اغلقنا عقولنا   واغفلنا القيم فضيَّعنا الحضارة وعدنا للحظيرة و تعيس  الحظ  مثلي مازال يبحث عن الإنسان !!ولن ينفد الامل .. سنظل نبحث عن الإنسان الذي ميزه دارون  عن البشر بالارتقاء  بفضل العلم والأخلاق و بهما ميزَّه ابن مسكويه وعليهما استند برونوفسكي  حين قال ((البشر والإنسان متفقان شكلاً و بالعلم والأخلاق امتاز الإنسان أما البشر والحيوان فهما مختلفان  شكلاً متفقان مضمونأً  بعض الاحيان وأعترف أن الحيوان يفضل البشر احياناً وأحيان )) اعرفتم الآن لماذا انا المجنون ؟؟؟ 
لان العلم والأخلاق ليسا بترولاً ولا دولاراً ولا مفاعلاً ذرياً ممنوعاً هنا ومسموحاً به هناك العلم والأخلاق متوفران كالماء والهواء  فلماذا ينعم الإنسان بالحرية  هناك وعلى ارض العرب والجوار الجرب  مازلنا نبحث  عن الإنسان ؟! 
الجواب عند د. برونوفسكي اذ يقول 
(( قد يكون اول ظهور البشر على الارض منذ اكثر من مليون عام  هائماً في البراري يجاري طبائع بعض الحيوان  ومنذ عشرين الف عام تشكلت المجموعات البدائية  ثم القبلية  حيث تحولت  بعض  هذه القبائل الى جمع غذائها من البيئة  فكان  لابد ان يحل  التعاون  محل  القوة وهذا اول مظاهر الإنسانية وكان اساساً لحضارات ومدنية رغم  استمرار المظاهر الحيوانية  المتوحشة بين البشر ذوي العضلات القوية  اذ فضلوا الاستمرار  بالقوة  على الاستمرار  بالتعاون  . اما الإنسان فقد استخدم عقله المثقف  بديلا  للعضلات  التى ظلت  وما زالت الى الآن تجمع بين البشر والحيوان )) نعم و هذا ما أكده  الياس مرقص  منذ اكثر من عشرين عاماً أذ قال : ( كل مجتمع  لا تحكمه  علاقة التعاون  ولا يسوده الحب المتبادل  ويحاول التغيير بعضلاته لا بعقله هو مجتمع بشري  حيواني  محكوم بشريعة الغاب أختياراً لا كرهاً )ورغم ان شريعة الغاب افضل واطهر من شريعة البشر  الا انني سأغفر لمرقص  زلة  لسانه لأنه صدق حين قال ان المجتمع الإنساني محكوم بالحب والتعاون وتحكيم العقل  اما المجتمع البشري  فمحكوم بالاستغلال و قوة العضلات 
فإلى متى سيظل هذا العالم  محكوماً بقوة العضلات ؟؟! والى متى سيظل  البشر يأكل لحم أخيه  ولا يرف له جفن  والى متى ستظل مزدحمة في تاريخنا  العربي صور الجلادين و السفهاء  وصور المعارك  الدامية  والكر والفر بين  البلهاء ؟وصور كراسي الحكم السابحة في الدم  تحت الزعماء؟ 
الى متى سيظل الناس يفرحون في مناسباتهم  متراشقين بالقبلات و الورد و الابتسامات والود  و حسن الأخذ والرد ونحن لا نسمع في مناسباتنا  و افراحنا و اتراحنا  إلا أزيز  الرصاص والقدح والذم ويصم اذاننا صليل السيوف والحداء والتغني بماثر الحرب والدمار والفناء ؟؟ فإلى متى سنظل نحلم باستخراج العسل من بئر ماء ؟!  والى متى سيظل  تاريخنا  مزوراً لا يفرق بين البشر والإنسان ؟ والى متى  سنظل  نبحث عن الإنسان ؟)
 اتريدون فعلاً الجواب ؟ها انا  أقول ( ما دام في عالمنا العربي  أكثر من 350 مليون  من الاحياء ثلثهم جهلة  أميون  دفنوا عقولهم في التراب وثلثهم الثاني دفنوا رؤوسهم  في الحجاب وثلاثة أرباع الثلث الأخير انتهازيون لا يستشعرون خجلاً في استعراض عضلاتهم صباح مساء  متاجرين بمن دفنوا عقولهم ورؤوسهم في التراب بلا حياء  أما ربع الثلث الأخير وهم الذين نبحث عنهم ونسأل اليونسكو  وجمعيات حقوق الإنسان عنهم ويأتي الجواب: أصحابكم هؤلاء مغيبون  مقهورون  أو محاصرون في المنافي ومن تبقى منهم ففي غياهب السجون منسيون فلا تزيدوا الطين بلة وارحموني ولا تسألوني بعد الآن أين الإنسان ؟؟؟!!!!!
 وشكراً
من مصادر
شكرا لتعليقك