pregnancy

المعري الإنسان ..






المعري الإنسان
.......................................................................................
                                            
((المعري شيخ جليل لا يكذب ))عباس محمود العقاد   5
((ابو العلاء غريب في عصره لأنه ليس من اهله بل متقدم علينا وعليه )) بنت الشاطئ /عائشة عبد الرحمن/
((لا يلام المعري على ما قال وفعل لأنه صادق محاصر بنفاق البشر ))/نجيب مخول/
        انا جاهل الا بأمر واحد         ما عالمي هذا بأهل تأنس  /ابو العلاء/
على قبر ابي العلاء  قال بن عبد الله مودعاً
        العلم بعد ابي العلاء مضيع                   والأرض خالية الجوانب بلقع 
       ما كنت اعلم وهو يودع في الثرى          ان الثرى فيه الكواكب تودع 
       تتصرم الدنيا وتأتي بعده                     امم و أنت بمثله لا تسمع 
      ما ضيع الباكي عليك دموعه                إن الدموع على سواك تضيع 
      قصدتك طلاب العلوم ولا ارى              للعلم بابا بعد بابك يقرع                                نعم ... منذ عشرة قرون شرفت ارض سورية باحتضان رفاة رجل عظيم وشاعر مفكر وفيلسوف حكيم فقد بصره طفلاً وظل يرى كأفضل المبصرين  درس في حلب وطرابلس وانطاكية  ثم قصد بغداد مزوداً بذكاء خارق وفقه عميق و موهبة مبدعة  وحب للمعرفة  وهناك اجتاز الامتحان بنجاح  واقر له البغداديون بأنه أعجوبة  الزمان  في حفظه وعلمه وشاعريته ولكن جهنم (بغداد) ما فتئت أن كشفت له عن قناعها وقلبت له ظهر المحبة وخيرته بين الرحيل او الخضوع  لقوانين البشر التي تقول
1-
 لا جدوى من الادب في بغداد إن لم يعزف للسلطان ويتمرغ الادباء على أعتاب السادة والمتنفذين .
2-
إن مجتمع بغداد في تلك الايام يقدر الذي يعرف كيف يأتي بالذئب من ذيله و لا يهمه إن كان يعرف للذئب سبعين اسماً أو ثمانين 
3-
كرم الاخلاق والصدق وعفة النفس في بغداد وتجارة فاسدة وبضاعة ناقصة في سوق موبوءة بالنفاق والزفت والتضليل .
عندها احس ابو العلاء  ألا مكان له في دنيا البشر فأجمع أمره على الانسحاب من بغداد فقال:  
         فأذهل أني بالعراق على شفا          
 زرتي الاماني لا أنيس ولا مال                      
 ولما هم بالرحيل تشبث به الطيبون هناك فقال مواسياً دامع العينين 
       أودعكم يااهل بغداد الى        
على زفرات ما ينين من اللذعِ
      الا زودني شربة ولو أنني        
قدرت اذاًافنيت دجلة بالجرع
     لبست حداداً بعدكم كل ليلة        
من الدهم لا العز الحسان ولا الدرع 
وآب البصير بحسرته الى داره  في المعرة ليجد أمه قد رحلت عن الدنيا  بغير وداع  فتعمق جرحه ولزم داره  معتزلاً البشر  الموبوء باللؤم والكذب  ليحافظ على ما تحلى به من كرم الاخلاق  ويظل إنسانأً رقيق العاطفة متقد الذهن ثاقب البصيرة  دقيق الاحساس تاركاً بابه مفتوحاً لاستقبال طلاب العلم و الأدب حتى احتضنه الثرى عام 1057 م عن عمر يناهز ستة وثمانين عاماً انه احمد بن  عبدالله بن سليمان التنوخي  المشهور بأبي العلاء المعري . عشرة قرون  مرت بعد وفاته ظهر خلالها العديد من الكتب  والمؤلفات التي تناولت المعري بالذكر  الصالح مرة والطالح مرات وبالنقد البناء  تارة  والجارح  تارات  وبالإطراء ساعة والتجني  القادح اياماً وسنوات  ونسأل : لم كل هذا التناقض الفاضح ؟ وتلبيس المعري هذا الثوب الاسود الكالح ؟! ولماذا القت عصور الظلام بتراثه في منطقة الظل وانشغل مؤرخو الأدب بالكلام في عقيدته لتظل تهمة الالحاد والتشاؤم تلاحقه وتغري الاجيال المضللة بنبذه ؟؟
الجواب عندي : البشر مطبوع على تزوير التاريخ وطمس الحائق . ألا بئس  التاريخ تاريخ يغيب الانسان صانع التاريخ  ويمجد البشر الذين دمروا كل جميل صنعه الانسان في هذه الحياة .
من يتصفح التاريخ  يتأكد له أن جله مصنوع في حظائر البشر الذين شوهوا آراء  أفكار العباقرة والحكماء أمثال المعري. حتى المدارس الرسمية لم تسلم اليوم  من هذا الداء الفتاك فالتاريخ فيها ممنهج  لتشويه صورة الانسان  فيقول  د. برونوفسكي : ((الانسان في هذا العالم مغيب وهم الحكومات حشو العقول بتاريخ البشر)) نعم البشر لاشأن لهم  بالعلم لا يفهمونه لأنهم متخمون بالأساطير والمقدسات  أما الانسان فقد جعل العلم في تطور مستمر نحو الافضل  ولن يجرؤ احد على وضع حد لتقدمه وشموخه  . اما ابشر فقد افسدوا التاريخ  فضاع المعري وامثاله في في زحمة الكذب والتزوير  والادعاء والتضليل حيث اتهم المعري بما ليس فيه  فياقوت الحموي وابن الجوزي والصلاح الصفدي  والخطيب البغدادي  ابن الأنباري و الزوزني و التبريزي جميعهم اتهموا المعيري  بالكفر والزندقة  والإلحاد والأخيرة وحدها كانت كافية في تلك الايام لقبره بلا كفن  وتقطيع اوصاله  بلا رحمة وحرقه مع كل آثاره لطمس  تراثه الى الابد . لكن أبا العلاء انسان  والانسان شمس والشمس  لا تغيب  ولا تغيب آثارها وان أخفتها الغيوم .ابو العلاء كان يدرك غايات هؤلاء البشر ويعرف لماذا تحاملوا عليه فقال :(حسدوني  ولم  يجدوا سبيلاً لسقوطي الا إقامة الحد علي ) وقد تناولهم بأشعاره فقال :

         بأي لسان ذمني متجاهل                       علي وخفق الريح في ثناء 
       تكلم بالقول المضلل حاسد                     وكل كلام الحاسدين هراء 
ابو العلاء كان يعرف لماذا قتل ابن باجة واعدم ابن واعدم ابن الراوندي واغتيل المتنبي وشرد ابن رشد وعذب ابوذر وغيرهم كثر من ضحايا تجار الاديان  فقال 
      إن الشرائع القت بيننا إحناً                      وأورثتنا أفانين العداوات 
وكان يعرف أن التمذهب  من فبركة الزعماء الكسبة فقال 
انما هذاه المذاهب  اسباب لجذب الدنيا الى الرؤساء  ولانه انسان يحب الانسان كائنا من كان فليس ذنبه أن تعددت الاديان  فقال : 
       لا تبدؤوني بالعداوة  منكم                 فمسيحكم عندي  نظير محمد 
ولأن البشر لم يفهموه  و اكثرهم لم يرد فهمه افتروا عليه و أساؤوا تأويل أقوله وقولوه ما لم يقل  ثم استعدوه وكفروه وسيف الله حاصروه ولانه صادق والصدق  عند البشر جريمة لا تغتفر  فقال 
     اذا قلت المحال رفعت صوتي                 وإن قلت اليقين أطلت همسي 
    أنا جاهل إلا بأمر واحدٍ                       
 ما علي هذا بأهل تأنس  
ثم قال 
    ومما آدام الرزء تكذيب صادق           
على خبرة منا وتصديق كاذب 
أبعد هذا نلوم المعري في اعتزاله البشر واعتكافه في داره  أنلومه وقد أدرك  أن مخالطة البشر لايجني منها الانسان الا التعاسة واقتراف الذنوب  فيقول : 
    طهارة مثلي في التباعد عنكم             وقربكم يجني همومي وأناسي 
لقد كان هم ابي العلاء أنسنته  البشر لكنهم صموا آذانهم وعصوه لأنهم محكومون بغرائز هم البهيمية وليس سهلاً تغييرها او إصلاحها فيقول 
   لبيب القوم تألفه الرزايا         
    ويأمر بالرشاد فلا يطاع 
  فلا تأمل من الدنيا صلاحاً        
 فذاك هو الذي لا يستطاع 
أبعد هذا نلوم المعري لانه حبس نفسه وقد أدرك  أن الانسان غير مرغوب فيه في عالم البشر فقال:
وانفرد ما اسطعت فالقائل الصادق يضحي ثقلاً على الجلساء  انلومه في  انفراده وانحساره وندعي أنه متشائم بعد أن تأكد له أن كل البشر عميان وامثالة فقط المبصرون فقال : 
             فواعجباً من مقالتهم         أيعمى عن الحق كل البشر ؟!
ستغض الطرف عن هؤلاء العميان الذين عاصروا أبا العلاء   وحاصروه رغم أن ما قالوه فيه يبعث ٍٍٍٍٍعلى التقيؤ لجهلهم ونفاقهم  و انعدام المسؤولية في أقوالهم وأفعالهم  ومن لهاثهم  وراء مكاسب شخصية  ونوازع مذهبية  والحسد الذي زين كل نواقصهم .
لكننا لن نبخس الناس حقوقهم فمن القدماء لابد أن نخص ابن القديم 1262 م ببطاقة شكر لنظافته و انصافه وصدقه وحسن تحليله  و تعليليه  حين وصف حال المعري في بغداد فقال :
((ومثل ابي العلاء لا يخلو من حساد يسكبون الزيت على النار لزيادة  لهيبها وهو في بلد قتل فيها ابن حنبل والحلاج لأسباب أقل من تلك التي يخشى أن يتهم  بها ابو العلاء ))
ويصف حالة في المعرة فيقول :
((وما علمت ان وزيراً مذكوراً أو فاضلاً مشهوراً مرى  بمعرة  النعمان  في عمره إلا وقصده و استفاد منه وتناقل علمه الطلاب من مراكش الي اليمن ))
اما في العصر الحديث فلم يكن التأريخ لأبي العلا بأفضل من تأريخ السابقين  فالكثيرون من النقاد و المؤرخين المحدثين جنوا على المعري حيث ظلت نعوت الكفر والإلحاد والزهد والتشاؤم تكفن جثمانه الطاهر وترابه الماجد الزاهد فهذا حنا الفاخوري يقول :
((لقد كثرت في المعري آراء الباحثين واني ارى في الكثير من اقواله  ما يدعو الى الانحراف عن السراط المستقيم )) ويقول د/ شوقي ضيف: لا شك ان المعري كان حر التفكير صادق الزهد لنكه شديد التشائم)) وقد طعن سيمر صارم في صدق المعري  مشككاً في انسانيته فقال :
 لقد كان المعري يعرف  كيف يرضي اصدقاءه  ويتحاشى اعداءه  فجاء شعره مبهماً غامضاً متناقضاً حتى لا يستطيع أحد أن يأخذ عليه مأخذاً فيتهمه )
وثالثة الاثافي جاءت من علماء الازهر الذين حققوا كتاب تلبيس ابليس لابن الجوزي  فكتبوا على هامش إحدى الصفحات (( من تتبع شعر ابي العلاء وسيرة ابن الروندي علم انهما على جانب عظيم من الالحاد والزندقة إلا ان المعري يتستر كثيراً بخلاف ابن الروندي  وقد ظهر في زماننا من  يتمذهب  بمذهبهما  وانفرد الاعمى المكتف (طه حسين ) يؤلف في سيرة ابو الاعلاء  ويرغب الناس في مذهبه وشعره ويروج لمؤلفاته وينشرها بين الناس للإضلال و التضليل ))ويقول د/عمر فروج ((اما المعري فمتطرف في تشاؤمه  ولا يرى من الحياة  غلا الناحية السوداء حتى لم ان الحياة تعرضت له بناحيتها البيضاء لأعرض عنها )) وبهذا نكتفي ونسأل :
لماذا ركز المحدثون على الزهد والتشاؤم ؟! 
الجواب عندي لأن اتهامه بالزندقة  والكفر والالحاد  لم يعد له قيمة ولا وزن بعد ان مات الرجل واستراح لكنهم ولن يرتاحوا لأن ظل ابي الاعلاء سيظل ينغص عليهم عيشهم أحياء ً وبعد الممات  ولكي لا ننجس الحقوق نستعرض  بعض ما قاله العقلاء وذوي الظمائر الحية  في ابي العلاء 
يقول الدكتور زكي نجيب محمود ((الانسان حر والحر من يميز بين الظلمة والنور ويعمل في النور مهتدياً بعقله محكماً ضميره في تبديد ظلام الماضي لينشر الضياء في الحاضر  والمستقبل  كما فعل المعري )) ثم يقول للمعري :
(كم هي فقيرة متخلفة  تلك النفوس البشرية التي تبطش بالأشياء والأحياء بطش الوحوش . فقيرة يا أبا العلاء هي تلك النفوس التي لا تخفف الوطء لأنها لا تدري أن أديم الأرض من هذه الأجاد !! 
ويقول عباس محمود العقاد : ((المعري شيخ جليل لا يكذب ))ويقول عطا بكري (المعري أسمى نضاً من ان يكذب وهو صريح لا يعرف الكذب و المداجاة  وهو من الجرأة بحيث أنه كتب ونظم ونشر ما كتب وهو يعرف نتائج ما يفعل  وهو صادق لم يقل إلا ما عنى) هؤلاء أمثال د/طه حسين وبنت الشاطئ ونجيب مخول ومحمد احمد خلف الله حكموا ضمائرهم فب التاريخ الانساني لأبي العلاء فدفعت آراؤهم بالاكسجين النقي في رئتي التاريخ الانساني ففي تقديمه للكتاب (تعريف القدماء بأبي العلاء)يقول د/طه حسين ((كان ابو العلاء فذا ًبين ادباء العرب وشعرائهم  وكتابهم  ولم يجتمع لأحد من الذين سبقوه او جاؤوا بعده مثل ما اجتمع له من إتقان العلم وسعة المعرفة  ورجاحة العقل )) ويقول :((حين اشتد الاتصال بين الشرق المستيقظ والغرب الحديث اشتد إقبال المثقفين على ابي العلاء لأنهم وجدوا في الأدب الغربي ألواناً من التفكير  وضروباً من الشعور و فنوناً من التصوير لم يسبقهم اليها في التاريخين القديم والحديث إلا نتاج أبي العلاء فعنده يطيب غذاء العقل والقلب معاً وهذا ما شجعني فاقترحت على وزير المعارف نشر آثاره فكانت ولادة المعري رسمياً في بلادنا في 26 شباط 1944 وقد أشرفت بنفسي على ذلك وكان حرصي شديداً أن أبين الرأي العام أن جهل بعضنا وتجاهل اخرين منا ودونية من سبقنا غيب المعري فأمحلت  ثقافتنا الف عام )) ويقول عبد الناصر في مذكراته :(لقد طلب مني حذف المعري من المناهج المدرسية فقلت له لن افرط بشيءٍ أقره طه حسين )وللتاريخ نقول إن الفكرة لم تمت في رؤوس هؤلاء البشر فطالبوا السادات بإلغاء المعري ونزل عند رغبتهم لأنه اسوأ منهم  فغيب المعري من جديد في مصر عام 1972 وقد ذكر محمد حسين هيكل أن السادات ألغى كتاب ((تهذيب الاخلاق)) لابن مسكويه من المناهج أيضاً عام 1974 نزولاً عند رغبة الصهاينة كشرط للمشاركة في مباحثات كامبديفد  لقد صنع طه حسين جميلاً لم يسبق اليه في مصر حين أعاد  المعري الى مكانه الطبيعي فليهنأ المعري لأنه نسيج وحده مغاير لعصره متميز رافض لأهل زمانه وأهواء سلاطينه وحكامه وهذا ما جعله جديداً وغير مألوف بنظر بعض معاصريه والعقلاء فمن جاء بعده الذين يأملون أن تفهم فلسفة المعري في القرن الخامس والعشرين ..
كم يحزنني أن يظل ابو العلاء الى يومنا هذا متهماً بالانعزال والانشقاق عن الجماعة متقلباً متشائماً آملين أن ينصف اليوم هذا الثوري المغبون الذي تخطى زمنه ومجتمعه الذي ظلمه وحذره ولم يؤخذ بتحذيره  حين قال : لا تظلموا الموتى وإن طال المدى     إني اخاف عليكم ان تلتقوا 
نعم .. الذين ظلموا المعري  قالوا إنه عدو للدين والمعري كان عدواً لتجار الدين وزادوه تشويهاً حين  قالوا أنه عدو  المجتمع  ولم يكن المعري يوماً إلاثائراً على المنافقين أعداء المجتمع وطفح الكيل حين قالوا إنه متشائم وما كان مسكويه يوماً إلا احتجاجاً على موازين نسفت كل قيم  الحق والخير والجمال : ظلموه لانهم لا يفهمون معنى الثورية وان يكون المرء ثورياً في القرن الخامس الهجري فهذا يفوق خيالهم ولا   تدركه عقولهم و لا ترضى به ديانتهم  نعم ثورية المعري من الطراز الارفع لأنه لم يتعامل مع البشر لكشفهم  او تحقيق غاية من ورائهم لكنه رثى لحالهم واغراقهم  جهلهم وسوء اعتقادهم . ابو العلاء بعقله المتقد وبصيرته النافذة حلل ذلك الواقع المعاشي  فبدا له سخيف ورائعاً في آن واحد : 
سخيفاً اذ ينقلب المسخ الحقير بطلاً في غفلة من الزمن 
سخيفاً اذ ينقلب السلاطين  من قادة مسولين الى سياف جلادين 
سخيفاً اذ رأى رجال الدين يؤمون الناس الطيبة متخذين الدين مطية لاستغلالهم و اذلالهم !
وبالمقابل رأى الواقع المعاش رائعاً لان عقله الفذ كان قادراً على التحرير من تلك السخافات والاساطير والمعجزات .رآه رائعاً حين تأكد له أن العقل سيد الاكوان ومحرر الانسان وكان اعتقاده صائباً حين قال : 
     أيها الغر إن خصصت العقل        
  فاسألنه فكل عقل بني
نعم قيمة المرء في عقله المحترم البعيد عن قيل و صدق و أرسل وآمنا وما على الحائر في مثل هذه الحالات الا مشاورة عقله القادر على التميز بين الحق والباطل فقال 
     فشاور العقل واترك غيره هدراً      
  فالعقل خير مشير ضمه  النادي
فما أعظم المعري اذ تحدى عصراً انقلبت فيه الموازين و تطاحنت فيه القيم وكان القيمون عليها مقامرون مستغلون فيصرخ فيهم 
   كل المقام فكم أعاشر أمة             
   أمرت بغير صلاحها أمراؤها 
   ظلموا الرعية استجازوا كيدها       
 فعدوا مصالحها وهم أجراؤها 
ثم يهتف بالضعفاء محذراً من الظالمين الكذابين فقال :

              ما منهم برو لا ناسك         
  إلا الى نفع له يجذب 
             أفضل من افضلهم صخرة   
  لا تظلم الناس ولا تكذب 
فليت الذين جنوا على المعري واتهموه بما ليس فيه كانوا يفهمون مقالات المعري وأشعاره و مغازيها لكانوا وفروا على أنفسهم التخبط الف عام في مستنقع الجهل والتخلف لنهم كابروا و استكبروا وحاصرو المعري لتغيب افكاره وتدمير تراثه الذي أحياه واثنى عليه الدكتور محمد احمد خلف الله حين قال بعد الف عام من وفاة المعري                                                          ((كل حقيقة علمية ناجمة عن استثمار العقل الانساني يجب احترامها لأن الباب الآخر الذي كان البشر ينتظر منه ان يأتي نبي ليقودهم في مضمار هذه الحياة هذا الباب قد انتهى  و اصبح العقل هو الوريث الوحيد للنبوة  وختم النبوة بمحمد يعني انه لن تقود السماء الارض بعد اليوم  ))              كل لزوميات المعري اوجزها خلف الله بهذا القول وهنا نسأل : ليس عجيباً و غريباً ان يوصم تاريخ المعري بالكفر والزندقة و الإلحاد سبب لزومياته التي اثبت خلف الله انها كلمات حق حولها مزورو التاريخ الى باطل ؟! نعم خلف الله قال كلمة حق بع ان طمس المصريون اثار المعري وغيبوه  وموقفهم هذا  ليس استثناء  في تاريخهم فهم هاجموا طه حسين واقامو عليه الحد و حاولوا  سحق عظامه لأنه دعا المصرين للتفكير بعقولهم  فكان اكثرهم لا يعقلون وكذلك حاصرو توفيق الحكيم ونجيب محفوظ والعداوي وغيره ورغم كل التناقض في تلك المواقف نسأل :أحقاً كان المعري ملحداً كافراً زنديقاً وزاهداً متشائم؟!! لقد قرأت كل المعاجم والقدايس وجميعها قالت : الكفر يعني المعصية بعد الطاعة  والمعري شارو عقله و اطاعه  ولم يعصه يوما ًفكيف يكون كافراً من شهد له  القاصي والداني بصدق القول والعمل  والمعري فنداً ذيب هؤلاء القائلين بكفره فقال :
          لحا الله  قوماً اذا جئتهم        
  بصدق الاحاديث قالوا: كفر!!
فكيف يكون المعري كافراً وهو الباحث عن الحقيقة منذ نعومة أظفاره يقول :
       طلبت يقينا يا جهينة عنهم       
  ولم تخبريني يا جهينة سوى الظن 
       فإن تعهديني ما أزال مسائلاً     
 فإني لم أعط الصحيح فأستغني 
نعم حين يبتلي الانسان بقوم فاسد وجهل  سائد  فما ينفع العقل الرائد؟  يقول المعري واصفاً هذا المجتمع 
(العقل فيه ضائع والدين مضيع والقيم فاسدة مقلوبة .فهل من لائم لأبي العلاء اذا قال ما قال وفعل  ما فعل في مثل  المجتمع المتخلف ؟! فعلى من تقع مسؤولية فساد الاخلاق يقول :                      ما فسدت اخلاقنا باختيارنا  ولكن بأمر سببته القادر وحين يمجد كل دينه ويكيل الاتهام  للأديان  الاخرى فكيف يتهم المعري بالكفر حين يقول :  
كل يعظم دينه  يا ليت شعري ما الصحيح؟!
اما الزندقة فتعني اخفاء الكفر مع التظاهر بالإيمان فالزنديق منافق والمعري بشهادة معاصريه ولاحقيه و اصدقائه و معاديه مشهود له بالصدق  نعم المعري حبس نفسه خمسين عاماً واعتزل البشر لأنهم كذابون وهو صادق الذي ما تستر يوماً على قول وفعل صدر عنه .اما الذين اتهموه فكانوا يفعلون المنكر في الخفاء ويتهمون الفضلاء في العلن وقد تحداهم المعري فقال :
          وإذا تساوت في القبح فعالنا         
  فمن التقي ؟ وأينا الزنديق ؟!
ابو العلاء كان يتألم حين يرى كل من حوله منافق فيسأل :
        انافق في الحياة كفعل غيري          
 وكل الناس شأنهم النفاق ؟!
وحين يوضع المعري في مثل هذا الموقف وعليه ان يختار احد أمرين احدهما سر يقول :
تخير فأما وحدة مثل ميتة          
 وإما جليس في الحياة منافق                                              ولكي لا يكون زنديقاً منافقاً ولا جليساً للمنافقين فقد اختار العزلة رغم مرارتها  اما الإلحاد فالمعري كغيره من الفلاسفة العقلاء  محامن ذاكرته الثابت والمقدس والمطلق ليحيا بعقله انسان حراً ذا كرامة فإنسان اليوم يحترم نيوتن وباسكال وديكارت الذين احترموا عقل المعري و ساروا نهجه  اما نحن العرب فما زلنا نرميه بالكفر  والإلحاد لأنه قال :
          أما اليقين فلا يقين وإنما           
  اقصى  اجتهادي أن اظن وأحدسا
اما المعري اتهم بالالحاد ولأنه صادق يأبى الكذب على نفسه وغيره  فهذا لا ينكر أنه مخلوق ليموت  لكن ليس همه من خلقه بل لماذا خلقه !! ولأنه صادق فلن  يختلق لله أوصافاً من بنات افكاره فيقول :
         يخبرونك عن رب العلا كذباً        
 وما درى بشؤون الله إنسان 
واذا المعري لم يتهم بالإلحاد ولأنه أنكر وجود الله ففي أشعاره ما يكذب دعواهم لكنهم أرادوا إقامة الحد عليه لأنه فضح أسليب تجار الدين في الارتزاق من الاديان وكشف كذبهم في تفضيل  دين على دين وشرح اساليبهم الرخيصة في تمزيق الاديان الى مذاهب و طوائف ليلبس كل زعيم خرقة  من تحيص الدين . اما الزهد فالمعري زاهد من الطراد الا رفع يقول : 
      وزهدني  في الخلق معرفتي بهم             ومعرفتي بأن العالمين هباء
معروف عن المعري انه لم يهتم بحطام الدنيا ولم يسع الى جمع المال وكان يعتبره اقرب الوسائل الى الضلال فيقول :
            والمال يسكت عن الحق وينطق في      بطل  وتجمع اكراما له الشيع 
هذا هو المعري الزاهد في كل شيء عدا العلم والمعرفة والصدق حتى ذاع صيته  وعمت شهرته الآفاق وهرع اليه العلماء لكي يغرفوا من بحر علمه  والمعري زاهد ايضا في معاشرة اللئام وقد شن  عليهم حرباً  لاهوادة فيها وهو يعرف تماما ان الزهد يعني ترك الدنيا و انت راغب فيها والمعري عاش انساناً بين الناس ومات انساناً مع نفسه  ولم يحبس روحه وبدنه بعيداً عن البشر  إلا لحافظ على انسانيته . يقول د . جبور عبد النور  في دائرة المعارف :
(( لم ينسحب ابو العلاء نهائياً من الدنيا  ولم يترهب كسمعان العمودي ولم تتصوف كالغزلي  انما حبه وعشق للدنيا التي افسدها البشر تركاه زاهداً في الدنيا فقال 
           ولا تبدين الزهد فيها فكانا          
شهيد بأن القلب يضمر عشقها 
نعم المعري احب الدنيا و احب الحياة يشهد على ذالك ان داره ظلت خمسين عاماً محجة لتلاميذ الادب  وطلاب الحكم  والمعرفة و العلم  لنه كان زاهداً في المال  لانه في النهاية طريق الى المذلة وزهد في البشر لا يضطر الى النفاق في مجتمع يرتع  في مزارع اللؤم و التعصب  فهل نالام اليوم اذا لمنا متهمي المعري بالتشاؤم لانهم خلطوا بين الزهد والترفع وبين التشاؤم والثورية ولانهم لم يفهموا  ان كل ما قاله المعري  وما فعل خلال اكثر من ثمانين عام يجب رده الى بركان حب تفجر في داخله ثورة رفض وغضب وتحدي  لكل  حبائل البشر  فقال 
          عدمتك  يا دنيا فالك اجمعوا           
 على الجهل  طاغ مسلم ومجاهد 
ثم يصرخ بجموع البشر الذين لم تؤثر بسلوكياتهم  اخلاق الرسل فيقول 
        جاء النبي بحق كي يهذبكم           
 فهل احس لكم طبع بتهذيب 
والمعري كان يعرف السر في تركيبة البشر فيقول 
         واللب حارب تركيباً يجاهده          والعقل والطبع  حتى الموت خصمان 
 وحين تتجاوز المفاسد كل الحدود  يتساءل المعري 
       حوتنا شرور الاصلاح لمثلها         
  فإن شذ فينا صالح فهو نادر 
      في الاصل غش والفروع توابع         
و كيف وفاء النجل والأب غادر 
ابعد هذا نلوم المعري حين يصف الدواء الشافي لهذا الوباء البشري فيقول : 
      فلأرض ليست بمرجر  طهارتها     
   إلا اذا زال عن آفاقها الانس 
صدق المعري فالكذب والنفاق شرعة البشر و دواؤه تغيير البشر وهذا دليل آخر على ان اعتزاله البشر لم يكن تشاؤماً بل فهماً عقلانياً لطبيعة وبعد ايعقل ان يكون المعري  متشائما وهو القائل :
    ولو اني حبيت الخلد  فردا         
   لما احببت بالخلد انفرادا
ابعد كل  هذا نصدق المدعين بأن المعري  متشائم ؟  ولماذا لا يكون العكس هو الصيحيح ؟
لماذا لا يكون المعري طوداً منيعاً تهاوت على سفحة كل العبقريات  الضحلة واستحالت اصوات الابواق الى صدى                 ثم لماذا  لا نربط الحاضر  بالماضي  ونسأل عن مصير علمائنا و فلاسفتنا  عبر التاريخ  وعن حكمائنا وعقلائنا في هذا الغدير العربي  الآن ؟! 
ارجو  الا اكون اخر  من يعرف  ان مصيرهم منحصر   في التشريد والتعذيب والتهديد  والتعليب  و السجون  والمعتقلات  واجزم ان هذه النهايات شتضل  محاصرة  طل انسان  قال  يقول  الله في السماء و العقل  وعلى الارض  وكلاهما واحد )) رغم  جور السلاطين  وسخافات تجار الدين  منذ اربعين عام يلاحقن السؤال :؟ 
ايعقل ان يكون المعري متشائماً مهزوماً؟!
على ارض الواقع علمتني المدارس  والجامعة  ان اقول نعم  ! ولكن  قبل ان يستقر في ذاكرتي تصديق هذا الجواب  رحت ابحث عن الحقيقة  فمرة قرات قصة عن المعري  رواها ابن العديم  ثم تساءلت : يوم حاصر صالح بن مرداس  المعرة  ولم اختار اهلها ابا العلاء ليكون شفيعاً لهم عند ابن مرداس ؟ ثم  لماذا قبل ابن مرداس شفاعتة المعري  وقال له  ( قد وهبت لك  المعرة و اهلها ))  ثم غادر ابن مرداس  بلا قيد ولا شرط  رغم انه اشرس  عسكر زمانه ؟ 
قد تتعدد الاجوبة تكثر الاحتمالات  والحقيقة عندي  ان المعري كان وسيظل  علم المعرة وسيدها  و افضل فضلائها  واعظم حكامها  ولو لم يكن شيخاً جليلاً  متزنا وموزونا وله  وقدره ومقامه وهيبته ووقاره  عند القاصي والداني  لما قبل ابن مرداس شفاعته  وهو  الاقوى عسكراً و رجالاً ومالاً وسلاحاً  لكن المعري  قبل المهمة  وهو متفائل  بالنتائج  متفائل  بسلاحه  الذي لا يغل(صدق الكلمة  والموقف و صحوة الصمير وحب الخير  للانسان  كائناً من كان )  والآن انا اشدكم  كيف يكون متشائماً من هذا سلاحه في الحياة ؟!  هذه  هي الحقيقة فالمعري لم يكن يوماً  متشائماً وليس حكيم  المعرة  وحدها بل حكيم  الانام  والازمان  والشاهد  ياتي  من الشهرستاني  على لسان احد تلاميذ  المعري يقول : لما انتهى الحاكم بأمر الله  من تجهيز دار الحكمة بمصر جمع دعاته وطلب منهم ان  يختاروا من العرب حكيماً يستحق  ادارة الدار فأجمعوا على المعري  ولما جاء رسول الحاكم  مبلغاً القرار  قال المعري :(خبر الامام ان ذالك كان ممكناً قبل النذر (الاعتزال )وهيهات ان يحمل عني مولانا  الحاكم وزر يميني فنحن قوم ندين بالصدق  ومن يكذب على نفسه وغيره ولا دين له ولا يؤتمن على شيء ))......
نعم ايها السادة ... في الحكماء دائماً يتحد العقل بالصدق ليحيا الضمير فما اروع المعري حين جعل العقل نوراً وسلاح العقل موقف صادق وهذا هو الوجه الثاني لثورية المعري الانسان . المعري لم يثر بوجه البشر بل ثار على سر وجودهم ولم يثر بوجه الانسان المحاصر بل ثار على  السبب الذي اذله بين البشر المعري  لم يثر على الواقع المعاش بل على الذي جعل هذا الواقع مخزياً وهذا التحدي ادى الى تصدي السلاطين وتجار الدين لأبي العلاء الانسان وقبل فوات الاوان نتقدم ببطاقة شكر وتقدير  لبنت الشاطئ  التي قالت (( ابو العلاء نمط فيريد لا عهد لتلك العصور يمثله  ومن ثم يبقى فيها غريباً لأنه ليس من اهلها وقد صدق فيه قوله :
         أولو الفضل في أوطانهم  غرباء            تشذ وتنأى عنهم  القرباء 
نعم لقد رفض المعري مخالطة الذين باعوا ضمائرهم وضيعوا أخلاق الكرام فناصبوا العداء وافتروا عليه وقبل ان يلقوا به الاذى حبس نفسه في داره  وروحه في جسده واعتكف . هذا هو المعري  الانسان المتخذ العقل منارة وميزان يحاصر نفسه بنفسه كي لا يتاجر به و بها  البشر العميان  فقال : 
       فلا تقبلن ما يخبرونك ضلة            
اذا لم يؤيد ما أقول به العقل 
الا سامح الله اجدادنا البسطاء ولعن  منهم  السفهاء الذين غيبوا عنا نصح المعري وضللوا فكرة  اكثر من الف عام . الا ليتنا سمعنا نداء الباحث نجيب مخول حين قال 😞 لو قيض للفكر الشرقي ان يتطور تطوراً طبيعياً بعد ابي العلاء لو نهج الشرق نهج المعري منذ الف عام لنا اليوم رأينا العقل العربي يعمل  عمله في الادب والفلسفة  والعلم والتطور ولما كنا ومازلنا في مؤخرة الركب الانساني )) فيا لروعة ابي العلاء ذي الضمير الحي و المفجوع بآماله وطموحاته والمصاب بالقرف الى حد الغثيان  من جهل البشر وفقر عقولهم  ولؤمهم وانتهازهم  وضعف نفوسهم وفساد اخلاقهم ولم  تقصر في نعتهم بنت الشاطئ حين قالت: ابو العلاء باع كل ما حوله واشترى  كرامته وحريته  وابقى  على ضميره الحي في زمن أذل الحرص فيه أعناق الرجال وكان انسحابه  من المعترك يومها  احتجاجاً عملياً على نكر العصر وفساد المجتمع  ورفضاً معلناً لمسخ القيم وضلال  المعايير و اخلال الموازين  حين اضحى الدين سلعة  تباع للمساكين ومصدر ثراء لتجار الدين )) ابعد هذا نلوم المعري اذ يصيح بقومه محذراً :
       ولا تطيعن قوما  ما داياناتهم      
  الا احتيال على كسب  الاتاوات 
 فيا لهذا الانسان الذي سخر علم  وأدبه  وشعره وحكمته  لأنسنة نفسه  وتنظيف هذا العالم من الجهل والفساد وذلى  العباد وتجار الدين وسوء الاعتقاد ))
ألأ ليتك تنشر اليوم يا ابا العلاء لترى حكمتك تزهر في رؤوس العقلاء  وتبني حضارات ومدنيات وتؤسس لمجتمع  انساني الغى من دساتيره الثوابت والمقدسات ولكن  مع كل  والأسى نعترف ان هذا لم يحصل على ارض العرب و لاالجوار الجرب لانهما  مازالا محاصرين في حظائر النفاق والكذب . ألاليتك تعود ياابا العلاء لتصرخ بهذه الجماهير التى تلبد حسها لطول ما سميت من ظلم كثرة ما ذاقت من عذاب مخيم على اعرابنا  الجهل والتخلف والخراب . 
عد يا ابا العلاء وعد لتشهد فداحة  ما يتعرض له احفادك اليوم من تخريب  و تمذهب وتجهيل وتضليل و وجوه تمرغ بالتراب و لأني احبك يا ابا العلاء ارجوك لا تعد لأن الذين حاصروك في دارك ما زال احفادهم  اليوم  يحاصرون احفادك  و افكارك  وتجار الدين لأمثالك بالمرصاد والمرقاب لكن عد ايها الانسان عد يا ابا العلاء  وخلصنا من الاباطيل  و التفاهات والتزوير  و المقدسات  و أوصياء  الرب  المتاجرين  بالأحياء  و الاموات  سامحني ابا العلاء و لا تعد  لان جيلاً يهتدي بعقله انت حلمت بلقائه  منذ الف عام لم يظهر بعد فلتزرنا بعد الف عام اخرى لعلك تلتقى الجيل الذي طلبت حين قلت :
     في كل جيل اباطيل يراد بها              
 فهل تفرد يوماً بالهدى جيل ؟
بشراك يا ابا العلاء المعري   الف عام انقضت ولم نهتدي بعد ولهذا استعطفك ان تعود مسرعاً منشداً آياتك  بملء فيك  لكل هذا العالم لعله يستفيق على نشيد الانشاد : 
خفف الوطء ما اظن اديم الارض الا من هذه الاجساد سر ان استطعت في الهواء رويداً لا اختياراً على رفاه العباد عليك بالعقل واترك غيره هدراً فالعقل خير مشير ضمه النادي 
                                                                                 وشكراً..........

من مصادر 
شكرا لتعليقك