pregnancy

الصدمة البيولوجية ..بقلم د.نادر ممدوح حيدر




الصَّدمة البيولوجيَّة 
.......................................................................................
في البناء او ربَّما البنيان النفسي للإنسان 
نتحدَّث عن سلسلة من الصدمات 
التي تؤدي فيما تؤدي الى تكون البنية النفسية و الفكرية للإنسان.
و من درس الطب، علم ان العظم يزداد صلابة
 بسلسلة من الكسور المجهرية.
 و بينما تعمل هناك مجموعتان  من الخلايا 
هي كاسرات العظم و بانيات العظم 
يبدو الامر بمنتهى السلامة و السلاسة 
و كان لا شيء يحدث من هذا القبيل 
و هنا اقصد الكسور المجهرية .
هذا الكلام جدُّ جميل و جداً جميل 
على مستوى الجسم الإنساني
 كصورة بالغة التعقيد و شديدة الجمال ؛
و لا شك في هذا الكلام فقد خلق الانسان على صورة الرحمن 
او اقلٌَه  في أحسن تقويم .
و لكن البنية المجهرية  
قالت غير هذا و يحدث امر اخر بانتظام 
و هو موت الخلايا الأمهات 
و نشوء الخلايا البنات 
اي انَّه و على مستوى الخلية
 لا يوجد أبدا ما ندعوه عملية الولادة ،
التي تنتهي بمخلوقات  جديدة .
و يبدو الامر أعمق و اعظم من ذلك بكثير .

و نحن لا نحس بهذا الامر البالغ  ؛
الذي يجري في مخِّ العظم 
(( نقي العظم  )) نفسه 
و لمن لا يعلم  عن هذا ممن لم يدرس البيولوجيا 

ان يتذكر عملية زرع من العظم لمن أصيب بسرطان الدم 
و خضع للعلاج الكيماوي ان يتخيل خطورة 
و عمق هذه الخطوة و بساطتها بذات الوقت .

و رحم الله استاذنا حنا بنجارو 
الذي لفت نظرنا عندما درسنا الباراميسيوم 
و هو احد الطفيليات وحيدة الخلية و يتكاثر بالانقسام العرضي 
و تنشأ من الانقسام. خليتين بنتين 
و سألنا أين الام ؟!
و احترنا بالاجابة .
فقال رحمه الله لقد اختفت الام
و ليس هناك من اي اب
(( كنت يومها في الصف الثاني الإعدادي ))
وَيَا لها من صدمة !!؟

هل الخليتان؟
هل هما يتيمتين!؟
تلك حقيقة بيولوجية 
فهل لنا ان أسميناها 
الصَّدمة البيولوجية 
مولودجديد او مولودتان  
لا أب لهما و لا ام .

و الختام بالسلام على سيد المرسلين 
فقد ولد بعد موت ابيه
و كان عليه الصلاة و السلام له ام ترعاه 
و قد كان هذا بحد ذاته امر جلل.
فكيف بمن لا أب له ولا. ام 
نعم هي صدمة و تجري  في أجسامنا
و لولاها لما بقي حي على الارض.

د.نادر ممدوح حيدر 
شكرا لتعليقك