pregnancy

خاطرة شخصية في ذكرى اغتيال انطون سعادة




خاطرة شخصية في ذكرى إستشهاد أنطون سعادة
.......................................................................................
كان الثامن من تموز دوماً صعب،مربك وحزين؛ولكنه بالنسبة لي أصبح لا يحتُمل بعد الخامس والعشرين من أيلول.
ظننتُ لوهلة بأن الصخب قد يغدو سكوناً في يوم من الأيام،لأن أرواح الشهداء حاولت طمس النشاز والصراخ بينما كانت تصعد متلألأة كجوقة ملائكية وهي تقوم بإنهاء مثلث الموت المتشكل من تقاطعات البوكمال،الطبقة،والقريتين.
ترائى لي فجأة المؤلف الموسيقي الذي تكلم عنه سعادة في قصّته القصيرة فاجعة حُب،وشعرت لوهلة وكأن سعادة كان يتحدّث عن شخص ما كنتُ أعرفه في يوم من الأيام من حياة ما سابقة،أو عن طيف قديم لي حين كنتُ أسمح لنفسي بالإنغماس في الوجدانيات.
استمر التاريخ بمهاجمة سذاجتي،وركلني في منتصف أحشائي مرّة تلو الأُخرى،وعندما حاولت الإبتعاد عن مجراه سقطتُ في وسط النهر حيث يجرف تياره المتدفق كل شيء بلا رحمة أو هوادة.أجبرتُ على إتقان السباحة بعكس اتجاه تيار النهر لكي لا أفقد صوابي أو فرديّتي.قد أكون قد حرمتُ نفسي بعد الخامس والعشرين من أيلول عن قصد وبقسوة من لذة الإنغماس في الوجدانيات،من لذة عِشق مدمّر،من لذة إستنزاف نفسي في معارك جانبية تطفو في صميمها على السطح وتتجنب الحرب الآتية.
لقد ولدتُ في عام ١٩٩٠، وليس قبل أو بعد،ولا أريد أن أحدد التواريخ الأُخرى ها هنا لأنني لا أريد الإستطراد كثيراً,وأوفر التكلّم في الكثيرمن القضايا الشائكة ليوم آخر ولمساحة أُخرى,ولكنني أدرك تماماً بأن ديني ما زال يستوجب السداد.أما الزمن فهو حتماً نسبي ومتشابك ويمضي في دوائر شديدة التعقيد حيثُ تمر خمسة عشر عاماً وكأنها لم تمض في الأساس. تزداد ثقتي الراسخة يوما بعد يوم بأن جُل ما عشته كان عبارة عن ومضة ملتهبة،مثل فقاعة ماء تعود للإتحاد بالكون بعد تلاشي عاقبتها الأخلاقية.
تبقى فكرة سوريا التي شكّلها سعادة غير قابلة للتدمير بالرغم من كل ما حدث لسوريا والمنطقة في العقد الأخير,لأنها تستمد وزنها وثِقلها من وعي جمعي في أبعاد لا تخضع لمال صحراء الربع الخالي،ونستطيع أن نرى أن تمخضها أشد تأثيراً في الواقع من أعتى القوى الإمبريالية حيثُ تقلص أرواح نورما أبي حسان،وجهاد مغنية المسافات نحو الجولان,ويعمل جميع الشرفاء في المنطقة على مواجهة الأخطار التي حدقت وما زالت تحدق بسوريا بالرغم من إختلافاتهم الأيدولوجيّة والعقائدية.
عندما يعود الخط الأثيري بين البتراء وتدمر لطبيعته وتلتحم شظايا الروح الواحدة،لن يكون هنالك أية خلافات في الرأي عن الطريق الأمثل نحو القدس وسيكون التّركيز مُنصبّاً على العمل باتجاهها فقط.في ذلك اليوم الذي سُلب منا منذُ أمدٍ طويل ومازلنا نحاول إسترداده يصبح الطريق إلى القدس متوفّراً عبر عمّان،دمشق،بيروت،وبغداد على حد سواء...

منقول من صفحة الصديق معتصم ناهض حتر
* الصورة للشهيد ناهض حتر مع ابنه معتصم عند تمثال أنطوان سعادة.

خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء

:)
:(
=(
^_^
:D
=D
=)D
|o|
@@,
;)
:-bd
:-d
:p
:ng
:lv
شكرا لتعليقك
Loading...