pregnancy

{لواء اسكندرون ج٢: أنطاكيا عاصمة سوريا التاريخية}.






{لواء اسكندرون ج٢: أنطاكيا عاصمة سوريا التاريخية}.
........................................................................................
من هو الأرمني الذي حكمها؟ ما هو الزيت السوري؟ ما هي أهميتها الاستثنائية لا سيما على المستوى المسيحي و بماذا تميزت عن غيرها من مدن العالم اجتماعيا؟

بنيت أنطاكيا حوالي عام ٣٠٠ ق.م من قبل أحد قادة الاسكندر المقدوني و هو سلوقس الأول نيكاتور مؤسس الدولة السلوقية. و ذلك بهدف جعلها عاصمة لدولته المترامية الاطراف والتي شملت معظم أرض سوريا الكبرى (الهلال الخصيب). و سماها على اسم أبيه أنطيوخوس تكريما له.
فيما بعد و بسبب ضعف السلوقيين استطاع {{الملك الأرمني ديكران}} أن يجلس على عرشها و يحكم سوريا لمدة ١٤ سنة (83-69 ق.م) قبل مجيئ الرومان إليها. 
في الفترة الرومانية تعرضت للغزو أكثر من مرة و بشكل متقطع و قصير من قبل الفرس. كما استطاع العرب السيطرة عليها في القرن السابع الميلادي.
توالت الدول التي حكمتها، كما أن أنشأ الصليبيون إمارة شهيرة فيها. و قد ظل بريق المدينة حاضرا بنسب متفاوتة حتى زال تماما في العصر المملوكي. 
أهمية المدينة:
1-
 الأهمية العلمية و الثقافية: 
اهتمت المدينة منذ نشأتها بالتعليم فوجد التعليم الابتدائي و الاعدادي بالاضافة للتعليم العالي، كما تم انشاء دار عامة للكتب فيها. فنيا اشتهرت بفن النحت و أشهر تماثيلها على الاطلاق هو تمثال الإلهة "توخي" ربة السعادة و الحظ والعناية للمدينة، وقد نحته الفنان يوتوخيدس. و قد بقي لدينا ثلاث نسخ منه أفضلها موجود حاليا في متحف الفاتيكان (انظر الصورة المرفقة).
2- 
الأهمية  العسكرية و الاقتصادية: 
كانت المدينة طريقا (حربيا و تجاريا) اجباريا من خلال سهل العمق. و أيضا من خلال نهر العاصي الذي كان في السابق صالحا للملاحة. زراعيا كان هناك تنوع كبير جدا بمحاصيلها أجودها و أغزرها انتاجا كان الخيار و الزيتون، كما اشتهرت بزنبقها و زيته و الذي كان يطلق عليه قديما {{بالزيت السوري}} فكان يصدر  لاستخدامه في الأغراض الطبية. والأمر نفسه ينطبق على السعيط (oenanthe). كما أنتجت أنطاكيا النبيذ و زيت الزيتون بوفرة و تميزت بجودة خشب السرو فيها.
3- 
الأهمية الفلسفية و الدينية:
ازدهر في المدينة الفكر الفلسفي و الديني بسبب التنوع السكاني الكبير فتعددت تياراتها هناك، و تعايشت جميعها بسلام. فبالاضافة للعبادات السورية المحلية و الاغريقية والرومانية و جدت ايضا اليهودية و فيما بعد المسيحية حيث شكلت المدينة لهذه الديانة الناشئة آنذاك أهمية بالغة و حاسمة في تاريخها. فأنطاكيا مهد المسيحية و القاعدة التي أتخذها شاول الطرطوسي (بولس) لنشرها إلى كل بقاع الارض. وقد قال عنها البطريرك الراحل أغناطيوس الرابع هزيم: "أنطاكيا كالمسيح لا هي من الشرق ولا من الغرب بل هي كالمسيح من فوق".
4-
الأهمية الاجتماعية:
أنطاكيا هي مدينة الانفتاح و الرقص و الغناء و المسابقات و الألعاب و مدينة الحانات و السهر ..فهي أول مدينة في التاريخ تم إضاءة شوارعها ليلا ! .. انها بحق مدينة الفرح !!! 
من شواهد ذلك .. الصورة أدناه و هي لفسيفساء من القرن الثالث قبل الميلاد، عثر عليها في المدينة كجزء من أرضية منزل لأحد الاغنياء، و هي تصور هيكلا عظميا متكئ يحمل في يده كأساً من الخمر وإلى جانبه زجاجة من الخمر وخبز، وقد كتب على اللوحة باللغة اليونانية القديمة: "ابتهج واستمتع بالحياة".
لقد لقب المؤرخ أميانوس ماركلينوس أنطاكيا بدرة الشرق الجميلة. كما قال عنها خطيبها ليبانيوس: 
"إنها أكثر سعادة من أقدم المدن، و تتفوق على أخرى عظمة، و تتجاوز غيرها نبلا، و على سواها أيضا خصبا في كل منتجات أرضها .... ينبغي أن تسامح من تركوا أهلهم و رحلوا إليها بتأثير شراب حب أنطاكية، فقد رأوا مدينة لم يروا مثلها و يعرفون أنهم لن يجدوا شبيها لها في أي مكان".

سهيل لاوند.
شكرا لتعليقك