pregnancy

الوعي الانساني الجديد (2) العلم والمعرفة كطريقة و وسيلة كبرى (تتمة)


الوعي الانساني الجديد

(2) العلم والمعرفة كطريقة و وسيلة كبرى (تتمة)
...................................................................

تتمة الملاحظات لتمييز الوعي الانساني الجديد عن الوعي التقليدي وفق استشرافات متوقعة:

6. الفلسفة والعلم: من المفترض إلا تقودنا الفلسفة والمنطق إلى نكران العلم فإذا حدث هذا فإن فلسفتنا في هذه الحالة فاسدة؛ وبنفس الوقت يجب ألا يقودنا العلم إلى نكران الإيمان بالله تعالى فإذا حدث هذا فإن تفسيرنا للعلم فاسدا؛ على سبيل المثال لا يمكن تفسير ثنائية الوجود (مذكر ومؤنث، سالب وموجب؛ ليل ونهار) إلى الاعتقاد بوجود إلهين، إن هذا يناقض الإيمان بالله الواحد والتسليم بوجوده ووحدانيته.

7. إن السعي نحو التطور الإنساني والتقني يجب أن يكون طبيعيا بمعنى يجب عدم العبث بمكونات الإنسان الوراثية لخلق أجيال أكثر تطورا ، فهذا الأمر من المفترض أن يتم بسياقه الطبيعي؛ إلا أنه يمكن استخدام العلاج بواسطة الهندسة الوراثية لمعالجة الأمراض الوراثية.
إن ابتعاد الإنسان المعاصر عن النشاط البدني الفعال ربما يؤدي إلى تراجع في بيولوجية الإنسان وشكله ولهذا يجب التنبه إلى هذه الناحية للمحافظة على طبيعة الكائن البشري لا بل تطوره تطورا طبيعيا.

8. إن آفاق العلم غير محدودة وبالتالي فإن أي أفكار تحاول وضع حد للعلم أو للبحث العلمي بدعوى الإيمان أو الإنسانية أو المعنويات تعتبر أفكار متخلفة وتؤدي إلى التراجع شريطة أن يكون المنهج العلمي إنسانيا وبناء.
واحدة من آفاق التطور المتوقعة هي غزو الإنسان للفضاء وانسنته لكواكب أخرى ، هنا لابد الإشارة إلى أهمية أن تتاقلم الكواكب مع الإنسان لا أن يتاقلم الإنسان مع بيئة الكوكب وذلك من خلال خلق بيئات مصطنعة طبيعية شبيهة بطبيعة كوكب الأرض حفاظا على وحدة النوع البشري وعلى ثقافته الإنسانية.
وفي حال تمكن الإنسان فعلا من اخصاب المجرات مع بقية الكائنات بوجوده فالأجيال الراحلة ستكون هي الأجيال الحديثة في حين ستبقى الأقدم في الخلف وربما تصبح الأرض مركز أجداد الماضي.

9. لا قيمة للعلم إن لم يقترن بالتنمية الإنسانية والاجتماعية، ولهذا يجب تكريس العلم لتحقيق العدالة الاجتماعية في المجتمع والنهوض بمفهوم المساواة والتوازن بين الأفراد.
إن الوعي الانساني الجديد القائم على الإيمان وعلى العلم وعلى المحبة لا يعني الضعف بل يجب أن يبنى الإنسان ليكون قويا من حيث عقله وروحه المعنوية وبدنه المهدد بالأمراض والضمور إن لم تصبح الرياضة والنشاطات البدنية غير الخفيفة جزء من الثقافة اليومية.

10. إن مقولة العلم للعلم هي بالمحصلة العامة غير بناءة، ولهذا يجب استخدام العلم وبقوة لتمكين أنسنة الإنسان والقضاء على الأمراض وإنهاء الفقر ودعم الأطفال وكبار السن والعاجزين، وتحسين النظام البيئي وخلق معادلات عدالة اجتماعية اقتصادية تحفظ الحقوق وتمنع الاستغلال. هذه هي رسالة العلم وهدفه وبدونه يصبح ترف ذهني لا خير فيه. ولهذا من الأفضل التركيز على العلوم التي تمس حياة الناس وضرورياتهم وآمالهم، وتخصيص طلبة أقل للعلوم البعيدة عن حياة الإنسان وتطوره.

11. إن التقنية في المستقبل يجب ألا تعطل أو تبطئ من انطلاقة الإنسان وفعاليته الذهنية، فالذكاء الاصطناعي قد يهدد الذكاء الطبيعي للإنسان ولهذا لابد من رسم حدود بين الذكائين، ولابد من ترجمة ذلك قانونيا في نظم التصنيع الإلكتروني ومعاييره بحيث يبقى الذكاء البشري فعالا ولا يضمر، وبحيث تبقى التكنولوجيا اداتية (اي أداة يتحكم بها الإنسان) لا ادائية (بعيدة نوعا ما عن تحكم الإنسان) ومن ناحية أخرى يفترض بالذكاء الاصطناعي ألا يقود شرائح من المجتمع إلى البطالة؛ وبالتالي فإن التطويرات التقنية في هذا المجال يجب أن تدرس اجتماعيا.

12. المحافظة على علمية الحضارة الإنسانية. وهذا لا يتحقق إلا إذا نظرنا للعلم كطريقة للإرتقاء بالإنسان والمجتمع بحيث يكون العلم داعما للحياة والبيئة وليس كقوة لتهديد الآخر؛ وكذلك نحافظ على علمية الحضارة الإنسانية من خلال التمسك بمبدأ ديمقراطية المعرفة الذي يعني هنا حكم الدولة من قبل مجلس موسع من أصحاب المعارف والعلماء الاجتماعيين والوطنيين، الأمر الذي يضمن سلامة القرارات ورشدها؛ وأيضا من خلال علمية العمل والمعرفة؛ ومشاعية العلم والتعليم الشعبي، والتعليم المستدام (حتى بلوغ التقاعد)
إن العلم واحدة من العناصر الثلاث التي تميز الإنسان عن باق الكائنات وهي الإيمان والعلم والضمير (إن كان حيا) ولهذا فإن التخلي عن العلم يغني التخلي عن الآدمية.

علي حسين الحموي

خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء

:)
:(
=(
^_^
:D
=D
=)D
|o|
@@,
;)
:-bd
:-d
:p
:ng
:lv
شكرا لتعليقك
Loading...