pregnancy

الوعي الإنساني الجديد. مقارعة الامبريالية العالمية (٤)




الوعي الانساني الجديد 
(4) مقارعة الإمبريالية العالمية 
....................................................................

لا يكتمل وعينا الانساني إن لم يتمخض عنه مقارعة الإمبريالية العالمية وقوى الطغيان العابرة للقارات، ومقاومة الطواغيت في العالم، والعمل على مكافحة الحروب، وحل قضايا النزاع، وكذلك العمل على تحرير الشعوب من كل المتحكمين بمصائر الشعوب ومقدراتها سواء كانت دول استعمارية ودول هيمنة أو كانت هيئات دولية أو كانت مصارف وبنوك عالمية أو كانت شركات أو أنظمة ديكتاتورية.  
من الهام جدا أن نعلم أن ظاهرة الطغيان ليست سوى تضخما غير طبيعي التفاعلات الاجتماعية السياسية والاقتصادية، بمعنى إن ظهور التشريع القضائي أدى إلى ظهور التشريع السياسي وهذا الأخير قاد حينما (تسرطن) إلى الطغيان السياسي والأمر نفسه ينطبق على النشاط الاجتماعي الاقتصادي. وفيما يلي ملاحظات استشرافية حول مقارعة الإمبريالية وقوى الطغيان في العالم: 

1. مقارعة الديكتاتوريات: كثيرا ما تكون الديكتاتوريات منتجا إمبرياليا، هدفه تركيع الشعوب العصية وإنهائها  معنويا وماديا، بدليل التحالفات الوثقى والسرية بين الطرفين.
 ولهذا فإن مسؤولية مواجهة الطغاة في العالم كله هي مسؤولية إنسانية عامة يتعاون فيها جميع المتمتعين بإرادة النهوض الإنساني في الأوطان وفي العالم ككل، فكل إنسان على وجه البسيطة معني بهذا الصراع كون الطغاة والإمبريالية بمؤسساتها الدولية لا تستثني أحدا، وتقع كذلك المسؤولية على كاهل كل دولة ترغب بالتحرر من التبعية الامبريالية. وبالتالي يجب بذل كل الإمكانات الفكرية والمادية لتحقيق هذا الهدف. 

2.  التعاون الإنساني: لا يمكن للفرد وحده أو لمجتمع بعينه من مقارعة الإمبريالية العالمية المتصهينة، مهما ارتقى الفرد أو المجتمع بإمكاناته المعنوية والمادية، فالمطلوب مشاركة الآخرين بسبب ضراوة العدو المواجه وضخامة إمكاناته. 
يجب أن تعتمد الجماهير الواعية من الطبقة الفقيرة والمتوسطة من مختلف الأوطان على نفسها للمواجهة الحتمية والمصيرية، وأن تتعاون الشعوب فيما بينها البين دون التعويل على القوى الشعبية المنضوية تحت القوى الإمبريالية التي عادة ما تكون مستلبة ثقافيا وماديا، وبالتالي لا تملك الوعي الإنساني الذي يؤهلها لخوض هذا الصراع ضد حكوماتها مع وجود استثناءات نادرة.
3.  المقاومة السلمية : إن المقاومة الشعبية والأممية هي الوسيلة الوحيدة الكفيلة بالقضاء على الإمبريالية، وهي تحتاج إلى إرادة إنسانية  كبرى لممارسة النضال السلمي المتمثل بالمقاطعة والمظاهرات والاعتصامات والصيام والإضرابات العامة، كل هذا كفيل تراكميا بفت عضد الإمبريالية، هنا ستلجأ الأخيرة إلى القتل والمجازر لتحويل النضال ضدها من نضال سلمي جماعي إلى نضال عنفي يقتصر على نسبة بسيطة من المقاتلين، في حين تحيد الغالبية العظمى من الناس في هذا الصراع. ومع ذلك قد يضطر المناضلون في ظروف استثنائية لها معايير وضوابط إلى النضال المسلح. 

4.  الخداع الإمبريالي: وهو الخداع بالمصطلحات، مثل مصطلح صراع الحضارات والعولمة، فعلى سبيل المثال العولمة ما هي إلا الوجه الاقتصادي للهيمنة على الشعوب من خلال المصارف والمؤسسات المالية الدولية. 

ومن الخدع أيضا العمل على نشر  فكرة المؤامرة بطريقة كاريكاتيرية كأحد وسائل تعمية الشعوب، حتى تظن الغالبية بعدم وجودها.
 أما الوسائل العملية في مد الهيمنة ومن ثم السيطرة المطلقة فهي كثيرة ومعروفة، وهي تبدأ بالغزو الثقافي الممنهج فتعمل على نشر ثقافتها الإمبريالية المادية  المجوفة القائمة على الاستهلاك والجنس والمتعة، ولا تنتهي بإقامة قواعد عسكرية وتجسس. 

5.  الإرهاب: وهو يعني استخدام الثقافة (الدين في حالتنا العربية) ضد الشعوب بعد مسخها وتشويهها من قبل الامبريالية فهو إذن صنيعتها لتدمير الدول وسحق الشعوب المناهضة لها، فتحول الدين (كمثال) بواسطة عملائها  من حالة إيمانية ثقافية جامعة وبناءة ومقاومة إلى حالة تكفيرية عصابية مفرقة وهدامة ومتواطئة مع الإمبريالية الصهيونية، فيعمل الإرهاب على ضرب مؤسسات المجتمع وقتل الناس وتهديم الثقافة بدعوى محاربة الأنظمة الديكتاتورية والفاسدة.
 لكن الشعوب تنهض لمواجهته فينكشف زيف ادعاء الإمبريالية ليظهر جليا دعمها له، كمنتجة له، معبرا عن التحالف الإمبريالي الصهيوني الرجعي       
       

علي حسين الحموي

يتبع

خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء

:)
:(
=(
^_^
:D
=D
=)D
|o|
@@,
;)
:-bd
:-d
:p
:ng
:lv
شكرا لتعليقك
Loading...