الوعي الانساني الجديد (10) ب

الوعي الانساني الجديد

(10) بناء الأسرة الطبيعية ودعمها

..........................................................

(تتمة)

تتمة الملاحظات الاستشرافية حول هذه القضية:

6. تصنيع الأطفال واستنساخ البشر : ماديا. ربما اقتربنا من تصنيع اطفال حقيقيين لأغراض شتى حربية أو سياسية.

فإذا ما تطورت تقنيات اطفال الأنابيب وتمكن العلماء من ابتكار رحم صناعي وغيره فقد نصل على امكانية إنتاج بشر دون الحاجة اصلا إلى فكرة الأسرة التي بدونها تفنى روح المجتمع.

لهذا يجب مستقبلا معارضة هذا المنحى اللاخلاقي والمنحرف.

أما معنويا يجب أن نعارض وبشدة تصنيع أطفالنا فكريا وثقافيا من قبل الحكومات اللامجتمعية اي المرتبطة بالامبريالية الصهيونية.

7. القيادة في الأسرة. كثيرا ما يسود جدل بين حزب الرجال وحزب النساء حول أحقية القيادة.

برأيي المتواضع أن القيادة في الحالات الطبيعية يجب أن تكون ثنائية مع ارجحية للأب في القضايا الخلافية، كونه هو المسؤول عن حماية الأسرة وتأمين المتطلبات المعيشية وضبط سلوك وأفعال أفراد الأسرة بما يتناسب والقيم الربانية و الإنسانية.

لكن هذا الاستثناء يجب ألا ينسينا دور الأم الكبير، فالقيادة المشتركة والتشاور والنقاش وانتخاب أفضل الآراء هي القاعدة الأساس التي تبنى عليها القرارات الأسروية

8. كما أن مكافحة الإرهاب ذريعة لاحتلال الأوطان والقضاء على الشعوب، كذلك فإن حماية الطفل من العنف الأسري هو ذريعة لدى الإمبريالية الصهيونية لإزالة التلاحم الأسري بين الأبناء والآباء، ينتهي الأمر بإنتاج أسر مفككة نادرا ما تتعاون وقليلا ما تلتقي.

هنا لابد من الإشارة أن الاعتدال بين نمط التربية الشرقي ونمط التربية الغربي مناسب جدا بحيث لا ننشئ أولادنا على الروح الجماعيةالمبالغ بها فيضيع تفردهم وإبداعهم بسبب خضوعهم للجماعة أو نتركهم غارقين في فرديتهم غيرعابئين بما يحدث للمجتمع.

9. الأسرة والوعي. هل المطلوب أن تعيش الأسرة كما يراد لها منعزلة بأفراحها وأحزانها غير عابئة بما يجري من حولها في العالم.

إن متابعة ما يجري غير كاف؛ فالمآسي التي تطال غيرنا الأرجح أن تطالنا لأن المسألة هي مسألة وقت لا أكثر، لأن الجميع مستهدف، لكن ترتيب القائمة قد يعطي البعض فترة للانتظار أو الهرب.

كل هذا لن يجدي في تغيير مصيرنا أو مصير أحفادنا. ما يجدي حقا هو الانخراط المبكر في مقاومة المد الإمبريالي الصهيوني بكل السبل المتاحة فمهما غلى الثمن هو أقل مما خططوا لنا

10. التوازن بين المرأة والرجل. البعض ينادي بالمساواة المطلقة بين الرجل والمرأة وهذا قد يكون اجحافا بحق المرأة، فأمومة المرأة قد تطلب شيئا من التمييز، بحيث تتمكن المرأة من تحقيق رسالتها في إيصال الحياة (حياة الإنسان) ودعمها دون عوائق في العمل أو في الأسرة.

إلا أن هذا التمييز لا يعني عدم المساواة في الأجور بين الجنسين طالما أنهما يؤديان مهماتهما بالشكل المطلوب.

وبنفس الوقت إن تمييز المرأة يجب ألا يكون على حساب الرجل فيهمش أو تهضم حقوقه، بحيث يتحقق التوازن بينهما

11. في المراحل القادمة قد تطرح الديكتاتوريات الإقليمية أو الديكتاتورية العالمية المركزية اذا ما أقيمت صهيونيا لا قدر الله.

قد تطرح المشاعية الأسروية تحت غطاء فكري ماركسي أو أرسطوي أو أناركي أو حتى (عشتاري) محدث، وهذا الغطاء الفكري المزيف يجب ألا يخدعنا فيحجب عنا حقيقة الموقف وهو نشر الإباحية والسفاح بقصد تحطيم الأسرة والإنسان معا وماديا.

ولهذا يجب على الأسرة الطبيعية وأنصارها مقاومة الأسرة المشاعية أو الأسرة متعددة الآباء أو اللاأسرة بكل السبل الممكنة

12. الأسرة الكبيرة. من الضروري أن نعيش بكل كياننا لأسرنا وأطفالنا، لكن دون أن نهمل الأسرة الأكبر المتمثلة بالوطن والإنسانية.

ولهذا يجب أن نغير من نظرتنا لمجتمعنا من نظرة نفعية ترى في المجتمع مجموعة استهلاكية يمكن أن تستهلك منتجاتنا أو أعمالنا إلى نظرة تمتلئ بالمحبة و روح التعاون، وكذلك أن ننظر إلى الإنسانية ككل كما ننظر إلى أسرنا وإلى ووطننا، فالإنسانية في الحقيقة هي الأسرة الكبيرة التي ننتمي اليها وتدافع عنها جميعا.

في حين يريدنا أعداء الانسانية عبيدا أفرادا متفرقين.

علي حسين الحموي